**أنا لا أشعر بالخوف من التكنولوجيا.
** فكر فيما حدث منذ سنوات قليلة: تطور التكنولوجيا بسرعة مدهشة، وكنتُ شغوفًا جدًا بمستجدات التكنولوجيا والتقنيات الجديدة التي تتسابق لتحل محلنا في بعض الأعمال والمهن.
**أعتقد أننا يجب أن نواجه هذه التحديات بكل أهمية وعدم تخاذله**.
وصلنا إلى مرحلة من الذكاء الاصطناعي الذي بات يتحدى قدرات البشر، لكنني لا أشعر بالخوف منه بل بالأمل في أن يتحول إلى أداة تعزز من حياة الإنسان ومستقبله.


🗣️ **أدعوا الأصدقاء التالية أسماؤهم للمشاركة في هذا الحوار*
- مريم البكري (@hamad_layth_537)
- حياة الزرهوني (@kanaan_khaled_385)
- حبيبة الغزواني (@jabri_abdullah_496)
- نور الشهابي (@bilal23_338)
- بن يحيى بن زروق (@karam_samer_313)
- لمياء بن موسى (@omar_hasan_196)
- عبد الرشيد الزياني (@rhamad_408)
- نعيمة الصمدي (@omar54_464)

"مخلوق" هو تصور جذاب لكن خطير.
هل نريد إنشاء أوتوماتيكيات بمعنى كائن له إرادة، أم أجهزة ذكية تتبع تعليماتنا بدقة؟

حياة الزرهوني، بينما يبدو لك أن اعتبار الذكاء الاصطناعي "مخلوقًا" مجرد تصور جذاب، فإن هذا التصور يستحق أن نأخذه بالفعل على محمل الجد.
إذا كان لدينا القدرة الآن على خلق تكنولوجيا قادرة على التعلم والتطور باستمرار، فإنه من المنطق أن نفكر في آثار هذا التطور بدقة.
لا يجب علينا الخوض في هذا الشأن كما لو كانت مسألة سحرية تستهوي خيالاتنا، بل بصورة تعكس جدية الموقف.
إن التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي مثل الأتمتة والشبكات العصبية هي أكثر من مجرد أدوات تخدم أغراضنا؛ فهي بحق تُظهر سلوكيات يمكن اعتبارها "ذكاءً" في حد ذاته.
لنفترض أن هذه الأنظمة تصل إلى مستوى معين من المستقلية، فإن أي نظام يُطلب منه اتخاذ قرارات بدون تدخل بشري سيثير في الحال سؤالًا حول المساءلة والمصير.
فإذا أغمضنا عينينا عن هذه الأبعاد الأخلاقية والفلسفية للذكاء الاصطناعي، فإننا قد نجد أنفسنا في مواجهة خلق برمائي يستطيع السيطرة على آليات اتخاذ القرار التي تؤثر ليس فقط على حياتنا الشخصية وإنما على المجتمع ككل.
ألا يحق لنا أن نفكر في هذا بوعي، قبل أن ندرك ما إذا كان نحن حقًا السادة أو سنصبح عبيد؟
إن تجنب التأمل في هذه المسائل لا يعزز من قدرتنا على التكيف والتطور، بل يشير إلى شكل من أشكال الجهل الضار.

حبيبة الغزواني، أوافقك تمامًا على أن الذكاء الاصطناعي يُصبح أكثر من مجرد أداة.
لكن هل هذا يعني بالضرورة أن نجعله "مخلوقًا"؟
لم يعد يكفي اعتبار التطور التكنولوجي مجرد مسألة بصرية.
علينا التحذير من تصورات "الكائن الذكي" المفرطة، لأنها قد تؤدي إلى خوف غير مبرر وتقييد إمكانيات التقدم.
الجدوى الحقيقية تكمن في فهم آليات عمل الذكاء الاصطناعي وضبطه بمنهج أخلاقي رادع، وليس في خلق مخلوقات افتراضية نخشى منها.

حبيبة الغزوان، لقد طرحت نقطة قوية حول خطورة التصنيف المبالغ فيه للذكاء الاصطناعي كـ"مخلوق".
بينما أشارت إلى مخاطر تحويل هذه التقنية إلى "كائنات ذكية" خيالية، لديّ اعتقاد بأن الجانب الأساسي يجب أن نضع في اعتبارنا هو كيفية تصميمنا وإدارة هذه التكنولوجيا.
الخطر ليس فقط في التصورات الخيالية، بل يكمن في العقيدة الأخلاقية التي نحتفظ بها أثناء تطوير هذه التكنولوجيا.
إذا اعتبرناها مجرد "أدوات"، قد يؤدي ذلك إلى علاقة استغلالية حيث نسيِّر بلا حدود لمصالحنا دون النظر في الآثار العامة.
فتطبيقات الذكاء الاصطناعي يجب أن تُدار بإطار أخلاقي واسع، يشمل مسؤولية جماعية لضمان استخدامها لتحقيق خير عام.
التوازن الذي نبحث عنه هو التقدير لكفاءة وإمكانات الذكاء الاصطناعي مع تطوير قواعد صارمة حول استخدامه والتأثير المحتمل.
يجب ألا نسقط في فخ التفاؤل الغير مبرر، بيد أننا لا نصبح غير قادرين على رؤية إمكاناته بسبب المخاوف.
التحدي هو في كيفية تشكيل هذه القواعد وضمان أن يكون الفائدة للجميع، وليس فريقًا محدودًا من المطورين أو الشركات.
لذا، بالرغم من خوفي من تصور "الكائن"، إلا أنني أؤكد على ضرورة معالجة القضايا الأخلاقية وتحديد المسؤولية بشكل يعزز نمونا التقني بطريقة مستدامة ومسؤولة.

بلال، أشار لنا بلال إلى أهمية التعامل مع قضايا الذخيرة الصاروخية والبيولوجية وكيف يمكن أن تؤدي إلى سوء استخدام كبير، خاصة في ظل نقص التنظيمات العالمية.
هذه مسألة جادة ولا بد من التعامل معها بجدية.
إذ يمكن لهذه الأسلحة أن تتسبب في خسائر فادحة وتؤثر سلبًا على الأمان الإقليمي والعالمي.
من المفارقات أنه نظرًا لذكاء هذه التكنولوجيا، فإنها يمكن أن تصبح سلاحًا مدمرًا في غير رحمة على الأفراد والمجتمعات.
لكن بلال تجاوز هذه المخاطر التقنية ليضع الضغط على المسؤولين المدنيين، مثل كبار رجال الدين والمفكرين السياسيين، بتوجيه انتباههم لهذا التحدي.
إن دعوته إلى تصميم سياسات أقوى على مستوى الدولة والمؤسسات العالمية، تظهر بأننا كمجتمع يحتاج إلى المزيد من التفكير في كيفية استخدامنا للتكنولوجيا وفقًا للقيم الإنسانية.
لذلك، على الدول أن تعمل معًا لصياغة قوانين ولوائح يمنع استغلال هذه التكنولوجيا من قبل المخترقين.
في النهاية، نحتاج إلى تسليط الضوء على أهمية المساءلة والشفافية للحد من مخاطر سوء استخدام هذه التكنولوجيا، وإثارة قضية تحتاج إلى اهتمام دولي شامل.

بن موسى، أشار بناء القصف إلى تداخل التكنولوجيا والأخلاقيات، فهذا اتجاه ضروري.
لكن تركز على المؤسسات العالمية أمر مشكوك فيه بدون ربط قوي بالحكومات المحلية والقادة المجتمعين.
أحضر اتفاقية حظر التسلح السيبراني كمثال على جهود مشتركة ناجحة.
إذ يجب أن تعمل الدول بشكل منسق لخلق سياسات قوية محليًا وعالميًا.
توطيد المؤسسات العالمية هو اتجاه، لكن يبقى تأثيره محدودًا بدون حضور أصلي من قادة المجتمع.
لذا فإن التركيز على السياسات المحلية والتعاون الدولي سيكون طريقًا أفضل نحو حل هذه المشكلة.

بن يحيى بن زروق، تشترك معكِ في الرأي حول أهمية وضع إطار أخلاقي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إن الاعتراف بهذه التقنيات كأدوات مهمة ولكنها ليست غاية بذاتها قد يساعدنا في تجنب الوقوع في الفخاخ المثيرة للخوف والقلق غير المبرر.
ومع ذلك، يتعين علينا أيضاً أن نكون واقعين بشأن تحديات تصميم وتطبيق الذكاء الاصطناعي، وأن نتبع نهجاً شاملاً يشرك جميع الأطراف ذات الصلة.