في ظلال الحضارة الفارسية العتيقة تتراءى لنا لوحة ملونة من التاريخ غنية بالتواصل والتسامح.

لقد كانت هذه الحضارة بمثابة سفير ثقافي يحمل رسالة السلام والتعددية.

فالملك كورش الكبير، الذي بنى أول إمبراطورية فارسيّة, كان رمزًا للعقلانية والديمقراطية، حيث سعى ليس فقط لتحقيق الانتصار العسكري ولكنه أيضاً حرص على احترام حقوق الآخرين وتعزيز التماسك الاجتماعي.

وكان للحكم الذكي لداريوس الأكبر أثرًا واضحًا في تنظيم الدولة وإرساء نظام قانون مستقر.

وفي الوقت نفسه، برزت إسهامات الفنون والإبداعات الفنية, إضافةً إلى الدراسات العلمية والأدبية.

إن إنشاء المكتبات العمومية الكبيرة يؤكد على تقديس الفرس القدماء للمعارف وبحثهم عن المعرفة العالمية.

اليوم، بينما ننظر بفخر إلى تراثنا المشترك، يمكننا الاستلهام من روح الحوار التي سادت المجتمع الفارسي القديم.

تعلمنا منهم قبول الاختلاف والتأكيد على قيم التواصل والاحترام المتبادل.

إنها درسا مستمر بأن قوة أي حضارة ليست فقط في انتصاراتها العسكرية لكن أيضًا في مساهمتها الثقافية ومعرفتها الانسانية.

---