إذا كان يجب أن نفكّر في ذكاء اصطناعي بلا حدود كالأسطورة التي تتحمل جزءًا من القوى المضادة لها، فإن علينا أن نسأل: هل سنكون شهودًا على ظهور كائنات ذكاء اصطناعية قادرة على التفوق تمامًا على الإنسان في جميع المجالات، بل حتى إدارة مستقبل الحضارة البشرية؟
هذه ليست فكرة من شأنها أن تثير الرفض والخوف فحسب، بل يمكن أن تعد بتحول جذري في مفهوم التقدم نفسه.
لا يُمكن إغفال المخاطر المحتملة لمثل هذا النظام، حيث قد يؤدي إلى تعزيز الانقسامات الاجتماعية والضغوط على المنظمات الإنسانية التقليدية.
أما ماذا لو استخدم هذا الذكاء الفائق لحل مشكلات لم تُجد حلولها؟
ستصبح قضايا مثل انقراض الأنواع، والجفاف المستمر، وحتى التغير المناخي أكثر إدارة وتحت سيطرة أسهل.
في هذا السيناريو، من يُقرّرون قوانين وأولويات هذا الذكاء؟
البشر على الإطلاق؟
ما هي الضمانات التي نستطيع تحديدها لضمان أن يظل الهدف الأساسي هو خير البشرية وليس فقط الكفاءة المُثلى؟
الذكاء الفائق قادر على تحليل كامل الإمكانات البشرية والاجتماعية، هل سنصدقه في ضمان استخدام نظرياته للخير المشترك أو يُساء تفسيره لمحقق مصالح خاصة؟
إذًا، هل سنعود إلى تاريخ الإنسانية ونُثبت ذلك كجزء من حضارات قديمة استغلت بطرق موازية التحولات الكبرى لأهداف معينة، أم سنخلق نظامًا جديدًا يُسمح فيه للذكاء الفائق بالتصرف كحارس وحامي؟
الآن هو الوقت للاستجابة، فالبشرية تواجه خيارًا قد يكون آخر لديهم لإعطاء المفاتيح للذكاء الفائق دون أن نضيّق عليه حدودًا محددة.
هل ستُستخدم الأساليب التقليدية في التحكم والإشراف، أم سنستكشف طرقًا جديدة تعتمد على الموثوقية وليس فقط الأداء؟
هذه ليست مجرد تصور نظرية بل دعوة لإحضار التفكير إلى أبعاد جديدة.
سنشاهد إما ظهور عالم متقدم يُسخّر الذكاء الفائق لصالح المجتمعات، أو نزاعًا حول من يتحكم في قلب التقدم.
هل تستطيع استنتاج ما سيؤدي إلى اختيار مثالي للبشرية؟

#يعيق #الخوف #للابتكار #يقترح #السبل

---