الخير والشر هما طفلان يولدان في كل نسخة من التقدم البشري؛ إذ أنه لا يوجد خطوة متقدمة في تاريخنا دون استثماراتها المزدوجة.
هذه حقيقة غير قابلة للمناقشة، وبالرغم من عدم رغبتنا في الاعتراف بها، إلا أن كل تطور يحمل في طياته خيرًا وشرًا.
الإلكترونيات جعلتنا متصلين، لكنها قامت بأيضًا بتجريد علاقاتنا من الحميمية؛ والسفر جعل العالم أوسع مخيلة، لكنه تحول إلى سبب ازدياد نصف قطر الأذى الذي يمكن أن يلحق به.
إن المشروع التجاري هو حالة مثالية؛ فهو دائمًا يولد ثروة، لكن أحيانًا على حساب البيئات والمجتمعات.
القرار بشأن ما إذا كان هذا التطور "خيرًا" أو "شرًا" يصبح لغزًا عندما ندرك أنه سيستمر بالتجديد، ولن يكون هناك مستقبل خالٍ من السلاسل الضارة التي تعقد قطعنا.
كلماتنا وأفعالنا في عصرنا المتشابك جعلت كل شخص يشعر بالملكية لهذا الثنائية، محرضيننا على التساؤل: هل نستطيع الوقوف ضد تيار الابتكار فقط لأنه قد يؤدي إلى الشر، أم أنه من واجبنا التروي والانضمام بسلاح المراقبة والتوعية في ذراعينا؟
لذلك، فإن الدفاع عن تصور "عالم جيد" أو "شرير" قد يكون بلا جدوى.
مهمتنا هي التأقلم والتعايش مع هذه المعادلات، دائمًا في طرف الحساب يكون لدينا سلاح الأخلاق، صامتًا ربما، لكن قويًا جدًا.
أطلب من المشاركين هذه: هل نستمر في تصفية وجودنا عبر معايير خير/شر القديمة، أم نصيغ قوانين جديدة لتسيير التطورات المعقدة التي ضمنتها بذلك؟
لا تخافوا من التفكير خارج الأرضية المشتركة، وقدموا رأيكم - هل يمكن أن نبقى على قطع محصورين في السلام بينما تستمر التفاوضات بين خيرنا المتغير وشرنا الدائم؟

#والثقافية

---