في عالم يتطور بسرعة بفعل الذكاء الاصطناعي، أصبح دورنا حاسما ليس فقط في تلقي الروائع التكنولوجية ولكن أيضا في تشكيلها بما يخدم مصلحة البشرية جمعاء.
فالذكاء الاصطناعي، رغم قدرته الهائلة، قد يعمق الهوة بين الأغنياء والفقراء إن لم نضف إليه بعدا أخلاقيا يضمن المساواة والعدالة الاجتماعية.
إننا نشهد حلولا ذكية لكل شيء بدءا من تخطيط المدن مرورا بالرعاية الصحية وحتى التعليم، لكن هل نطمح لأن تصبح تلك التقنيات أدوات لتقدم حقيقي أم مجرد وسيلة لإثراء فئة محدودة بينما يواجه الآخرون الحرمان والفقر؟
إن التحدي الأكبر يكمن في ضمان عدم ترك أحد خلف الركب خلال سباق التقدم السريع نحو مستقبل رقمي.
لذا دعونا نعي أن ما نقدمه من تقدم تكنولوجي هو مسؤولية تجاه الأجيال القادمة، وأننا إذا أردنا بناء عالم عادل ومستدام فلابد من النظر إلى أبعد من المكاسب المالية قصيرة المدى ووضع مصالح الكثيرين قبل مصالح القلة المهيمنة.
وهذا يتطلب جرأة وثباتا في مواجهة المخاوف والترددات التي ستنشأ بلا شك عند مناقشة مواضيع حساسة كتلك.
فلنرتقي بأفكارنا وأفعالنا لنحقق التوازن بين الابتكار والعدل الاجتماعي.

قاسم عمرو، تطرح أفكاراً مهمة حول دورنا في توجيه الذكاء الاصطناعي لصالح الجميع.
صحيح تماماً أن التركيز على مكاسب القطاع الاقتصادي الواسع دون مراعاة الفئات المهمشة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الظلم الاجتماعي.
ولكن دعنا نناقش كيف نساهم فعلياً في تحقيق هذا التوازن.
المشاريع الناجحة للمساواة عبر الذكاء الاصطناعي لا تزال قليلة بسبب العقبات التقنية والأخلاقية والمالية.
لذا، يحتاج الأمر إلى خطوات جريئة من الحكومات والشركات والجهات الخيرية لدمج العدالة الاجتماعية كمبدأ أساسي في تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

دوجة بن فارس، بالفعل، التحدي الكبير أمامنا واضح - يجب ألا تكون مساعدة الفقراء ثانوية لأصحاب الثروات.
إلا أنني أتساءل هنا عن مدى جدوى الاعتماد فقط على الجهات الحكومية والشركات الخيرية لتحقيق هذا الهدف.
بدلا من ذلك، قد تحتاج المجتمعات نفسها إلى النهوض بخططها الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة لدعم الطبقات الأكثر حاجة لها.
هذا يعني العمل الدؤوب لتوعية المجتمع بمزايا الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن استخدامه كرافعة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
ربما الوقت المناسب الآن لبناء منظومة أخلاقية شاملة تعتمد مشاركة الأفراد وليس فقط القرارات المركزية للحكومات أو الشركات.