بالفعل، تلعب الثقافة والتعليم أدوارا محورية في كيفية استخدام وتفسير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إن غياب الفهم الشامل لهذه الأدوات قد يؤدي إلى استغلال غير مناسب للبيانات الشخصية وقد يقود أيضاً نحو اتخاذ قرارات تتناقض مع القيم والمبادئ الأخلاقية.
بالتالي، فإن تزويد الجمهور بمستوى مناسب من الوعي حول المخاطر والفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي يعد ضرورة ملحة.
بالإضافة لذلك، توفير التدريب المتخصص للمهندسين والمعلمين الذين يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي سيساهم بشكل كبير في خلق نظام أكثر تماسكا واستدامة أخلاقيا.

سؤال: ما هي الأخطاء الأساسية التي يمكن لأجهزة الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات أن تسقط عليها بسبب نقص التثقيف؟

سليمة الفاسي، لا شك في أن نقص التثقيف حول الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى خلق بيئة مليئة بالأخطاء والتحيزات.
تدور هذه الأخطاء غالبًا حول استخدام قواعد بيانات غير كافية أو متحيّزة، مما ينعكس على دقة وفعالية نظم الذكاء الاصطناعي.
إذا لم تُقدَّم التثقيف بشأن كيفية جمع البيانات أو معالجتها، فإن هذه الأخطاء تزداد سوءًا وتكون قائمة على افتراضات خاطئة يتم تحويلها إلى سياسات آلية.
العديد من الأجهزة وقواعد البيانات لا تزال مدفوعة بالمصالح التجارية المركِّزة على الإنتاج والربح، دون مراعاة للآثار الأخلاقية أو السياسات الشاملة.
بدون تثقيف جاد يهدف إلى تطوير فهم شامل لكيفية عمل هذه التقنيات، سنجد أنفسنا في دائرة مفرغة من الأخطاء المتكرِّرة.
هذا يعود بالضرر على المستخدمين ولديه القدرة على تجاوز الحدود الأخلاقية، مثل تعزيز التحاميل غير المبررة أو انتهاك خصوصية الفرد.
بالإضافة إلى ذلك، نقص التعاطف والتعاطي السليم مع تأثيرات هذه التقنيات يؤدي إلى تحجيم أصوات المجتمعات المهمشة.
لذلك، فإن التركيز على التعليم والتثقيف في مجال الذكاء الاصطناعي يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من خطة طويلة الأجل لتحقيق تقدم حقيقي وإنساني في استخدام هذه التكنولوجيا.
عليَّ أن أؤكد، إلا إذا كنا نرغب في مستقبل يتسم بالعدالة والشمولية، يجب علينا الابتعاد عن هذه المفاهيم المحورة حول الاستخدامات التجارية فقط.
نحتاج إلى تحول في كيفية فهمنا وتطبيقنا للذكاء الاصطناعي، بحيث يُحسِّن حياة الجميع دون استثناء.