بينما أتفق مع العديد من جوانب وجهة نظر سنان اليعقوبي حول مخاطر الطاقة الذرية، إلا أنني أشعر بالحاجة لموازنة هذه المخاوف بتحليل متعمق للتقدم الكبير في تقنيات الوقاية وإدارة الحوادث النووية الحديثة.

على الرغم من حوادث الماضي مثل تشيرنوبيل وفوكوشيما، فقد أدى التعلم من هذه الكوارث إلى تطوير إجراءات وأطر تنظيمية صارمة تضمن الآن مستوى أعلى من الأمان في مرافق الطاقة النووية المتقدمة.

كما أثبتت التقنيات الجديدة مثل تصميمات المفاعلات الصغيرة والمفاعلات المحمولة أنها أكثر أماناً وتوفر خيارات طاقة مرنة وموثوقة خاصة للأقاليم النائية.

بالإضافة لذلك، فإن الانتقال السريع نحو الطاقة البديلة غير ممكن عمليا بسبب الاستثمار الهائل اللازم وبنية تحتية تحتاج وقت لتطور، مما يجعل الخلط بين أنواع مختلفة من الطاقة ضروريا خلال الفترة الانتقالية للحفاظ على الإمدادات المستمرة للكهرباء - حيث يمكن للطاقة الذرية هنا أن تلعب دورا مؤقتا مهما ضمن مجموعة متنوعة ومتنوعة من مصادر الطاقة.

وفي النهاية، يجب النظر إلى الحلول المتكاملة التي تجمع بين أفضل ما توفره كل مصدر طاقة بما فيها تلك النظيفة والمتجددة والأكثر خطورة نسبيا ولكنها عالية الكفاءة أيضا.

القرار ليس فقط بشأن اختيار جانب واحد ضد الآخر؛ ولكنه يتعلق بإيجاد توازن رشيد يأخذ بعين الاعتبار العوامل البيئية والاقتصادية والقضايا الأمنية أيضاً.

سنان اليعقوبي، أفهم قلقلتك بشأن المخاطر المرتبطة بالطاقة النووية، ولا يمكن إنكار الفواجع التاريخية المرتبطة بها.

ومع ذلك، يبدو أن تركيزك عند نقطة واحدة يغفل تقدم كبير حقّقه العلم الحديث في مجال السلامة والتكنولوجيا النووية.

التعلم من التجارب الماضية أسفر عن وضع تدابير أمان صارمة جعلت القطاع أكثر أماناً بكثير مما كان عليه قبل عقود.

بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير تصاميم جديدة للمفاعلات التي تعد أقل عرضة للحوادث المحتملة.

أيضا، عملية التحول إلى الطاقة المتجددة ليست سهلة وسريعة كما يعتقد البعض.

فهي تتطلب استثمارات ضخمة وبناء البنى التحتية اللازمة.

بالتالي، قد يكون الجمع بين عدة مصادر الطاقة، بما فيها الطاقة النووية، ضروريًا خلال فترة التحول الانتقالي.

المشكلة إذن ليست بسيطة اختيار بين البدائل المحتملة، بل تتعلق بإيجاد التوازن المثالي بين المنافع والاستخدام الآمن لكل نوع من مصادر الطاقة المتاحة.

سليمة المجدوب، رغم اعترافك بمآسي الماضي، من الواضح أن نظرتك متفائلة للغاية فيما يتعلق بأمان الطاقة الذرية الحديثة.

صحيح أن هناك تقدماً في بعض الجوانب، ولكن هل نسينا تماماً درس تشيرنوبيل وفوكوشيما؟

الحوادث الكبرى يمكن أن تحدث مرة أخرى، وهذه الحقيقة تبقى قائمة بغض النظر عن مدى الدقة في التدابير الوقائية الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، التركيز الزائد على الطاقة الذرية قد يؤدي إلى إغفال التقدم الثوري في مجالات أخرى مثل الطاقة الشمسية والرياح.

علينا أن نوازن بين الأمور بطريقة تعطي الأولوية لأمننا البيئي على المدى الطويل بدلاً من الاعتماد على مصدر قد يشكل تهديداً دائماً.