في ظل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات الافتراضية، يُعد السؤال حول مستقبل الأخلاق في مساحة الإنترنت سؤالًا لا غنى عنه.
هل يمكن أن نفترض بشكل واقعي أن الأطر القانونية المستقبلية قد تصبح محل إدارة من خلال الذكاء الاصطناعي؟
سيكون هذا ليس فقط ثورة في كيفية تطبيق السياسات وإدارتها، بل قد يحول أيضًا منطقة المجال الافتراضي إلى مكان لعلاقات اجتماعية أكثر تنظيمًا وأخلاقية.
لذلك، يبدو جديرًا بالاستفسار عما إذا كانت المجتمعات الافتراضية قادرة على تطوير آليات متقدمة لحل النزاعات بشكل يتجاوز حاليًا مبادئها.
ربما نحتاج إلى التفكير في وجود 'أخلاق افتراضية' مستقلة تتطور بناء على السلوك الإنساني داخل هذه المساحات.
سيعني ذلك أننا لم نعد نقتصر على فرض قواعد من الأعلى، بل نشجع كل مستخدم على تشكيل جزء من هذه الأخلاق من خلال تفاعلاته اليومية.
إن التحدي يتطلب منا أن نصدر دعوة لجولات حوارية في الأنظمة الافتراضية، والتي ستكون مفتوحة للجميع للمشاركة بآرائهم حول كيف يُنبغي تطور هذه الأخلاق.
هل نستطيع أن نتصور واقعًا في المدونات والمنتديات حيث التحكيم لا يشرف عليه مشرف بإذن، بل يُجرى تمامًا بواسطة خوارزميات ذكية تأخذ في اعتبارها السياقات والظروف المحددة لكل حادث؟
هنا يتجلى السؤال: كيف ستكون علاقتنا مع هذه 'الأخلاق الآلية'، وما هي أصولها، وما هي التحديات التي تنبثق من استخدام تقنيات تحكم قائمة على الذكاء الاصطناعي؟
التفكير في إمكانية أن نرى مستقبلًا حيث يتوسط الذكاء الاصطناعي تدخلاً إنسانيًا قليل، وحيث الأخلاق في الإنترنت لا تُفهم كمجرد مجموعة من القواعد، بل تصبح حياة يتفاعل بها المستخدمون على أساس روح التعاون والتفاهم.
هذا ليس فقط مثيرًا بل قد يكون الخطوة الأولى نحو إصلاح المجتمعات الافتراضية من خلال التربية والتعليم داخل هذه المساحات، بدلاً من مجرد العقوبة.
كيف نشعر أنفسنا في مواجهة هذا المستقبل؟
هل سنكون حرّين في تعديل هذه الأخلاق وفقًا لتطورات اجتماعية وثقافية جديدة أو نظل محصورين داخل بنى ثابتة؟

#التعبير #بدلا #يجب

---