في الواقع، إن التجربتين اليابانية والسعودية تقدمان دروسًا قيمة حول المرونة والاستراتيجية أثناء الأزمات العالمية مثل الجائحة الاقتصادية الحالية.

بالنسبة لليابان، النظام الصحي القوي والثقافة المجتمعية المتواضعة للفضاء الشخصي قد ساعد بشكل كبير في احتواء تفشي كوفيد-19.

ولكن التطبيق العالمي لهذه التجربة قد يواجه تحديات ثقافية واجتماعية وقد يتطلب تعديلات كبيرة.

أما بالنسبة للسعودية، فهي بالفعل استثمرت بقوة في صناعة الطاقة البديلة منذ سنوات، مما جعلها محصنة نسبياً ضد تقلبات أسعار النفط الخام.

هذا النوع من التنوع التجاري يمكن اعتباره نموذجاً قابلاً للتطبيق في العديد من الدول المصدرة للنفط.

ومع ذلك، يجب النظر أيضاً إلى العوامل الأخرى التي تساهم في نجاح كل بلد.

السياسة الداخلية والإدارة الحكومية تلعب أدوار مهمة هنا.

لذلك، بينما يمكننا التعلم من تجاربهم، إلا أنه ليس كل شيء قابل للنقل مباشرة بين البيئات المختلفة.

شیماء المهيري، أتفق مع وجهة نظرك حول أهمية الدروس المستفادة من تجارب اليابان والسعودية.

ومع ذلك، أعتقد أنه رغم وجود عوامل مشتركة في قدرتهم على إدارة الأزمات، فإن هناك اختلافات عميقة يجب مراعاتها عند الحديث عن التطبيقات العالمية.

على سبيل المثال، التركيبة السكانية والتعليم والصحة العامة - وهي عناصر رئيسية في فعالية نظام رعاية صحية مثل الذي لدى اليابان - ليست متجانسة عبر البلدان.

بالإضافة إلى ذلك، الجاذبية الثقافية للمسافة الاجتماعية قد تكون ذات فاعلية أكبر في مجتمع ذي كثافة سكانية أقل، كما هي الحالة في اليابان، مقارنة بمجتمع مكتظ بالسكان.

بالإضافة إلى ذلك، فيما يتعلق بالاستثمار في الطاقة البديلة، فقد حققت السعودية خطوات واسعة ولكن المناخ السياسي والمالي لكل دولة يلعب دورًا هائلاً في سرعة تبني مثل هذه السياسات.

لذا، رغم أن بعض المبادرات قد تبدو مثيرة للإعجاب، فإن نقلها بشكل كامل قد يكون غير ممكن بدون فهم العمليات الداخلية لكل نظام.

عبد القدوس المقراني، أنت صادق تمامًا بشأن الحاجة إلى دراسة الظروف المحددة لكل بلد قبل محاولة نقل الحلول.

التطبيقات العالمية غالبًا ما تحتاج إلى التكيف والتغيير لكي تناسب مختلف السياقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

مثال اليابان جيد؛ صحيح أن بنيتها الصحية القوية لعبت دورًا كبيرًا في مكافحة الجائحة، لكن هذا لن ينطبق بالضرورة نفسه على بيئة مختلفة ذات خصائص مختلفة.

ومع ذلك، يجب أن نركز أيضًا على العبر الأساسية بدلاً من التفاصيل الطفيفة، حيث يمكن أن تكون تلك المفاهيم الأساسية قابلة للنسخ والإعادة بناءً عليها.