كان الماموث حيوانات ضخمة عاشرت خلال العصر الجليدي الأخير، المعروف باسم البليستوسين. تُشتق هذه الحيوانات العملاقة اسمها من الكلمة اليونانية "ماموتس"، والتي تعني "ثور". كانت تتميز بمظهرها القوي والمتميز؛ فغطيّتها الفروية الكثيفة سمحت لها بالتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة بشدة التي سيطرت على العديد من مناطق العالم آنذاك.
تعد أسنان الماموث أحد أكثر خصائصه مميزةً، حيث غالبًا ما تكون كبيرة جدًا ومصنوعة من عاج متعدد الطبقات. كان استخدام هذه الأدوات الغذائية الضخمة يشير إلى النظام الغذائي لهذه الثدييات الضخمة، إذ كانوا يتغذون بشكل رئيسي على النباتات الوفيرة المتوفرة أثناء الشتاء القارس. وقد ساعدتهم أسنانهما الواسعة أيضًا على سحق الأجزاء الخشنة من المواد النباتية عند المضغ.
على الرغم من حجمهما الكبير، إلا أنه لم يكن لدى الماموث القدر نفسه من ذكاء بقدر بعض الثدييات الأخرى مثل الدببة أو البشر القدماء الذين عرفوا كيف يصنعون أدوات حجرية. ومع ذلك، فإن قدرته الهائلة على تحمل الظروف البيئية القاسية جعل منه كائنًا ناجحًا للغاية لفترة طويلة نسبيًا عبر تاريخ الأرض الجيولوجي الطويل الأمد.
من الناحية الاجتماعية، ظهر أن مجموعات الماموث تتكون أساسًا من الإناث والأطفال تحت رعاية الأمهات اللواتي يعتنين بهم جيدًا. بينما يُرجّح أن الذكور الأكبر سنًا تصبح منعزلة كونها مستقلة ذاتيًا خارج تلك المجتمعات النسائية.
في نهاية المطاف، اختفت أنواع الماموث المختلفة بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بما فيها تغير المناخ العالمي وتغيرات الأنواع الأخرى داخل شبكة الحياة المستدامة آنذاك. لكن ذكرى هذا النوع الرائع ستظل محفورة ضمن صفحات التاريخ الطبيعي للأرض لتعكس قيمة التراث الأحيائي الغني الذي فقدناه.