تُعتبر البعوضات واحدة من أكثر الحشرات انتشاراً حول العالم، وهي معروفة بتأثيرها الكبير على البشر بسبب قدرتها على نقل الأمراض الخطيرة مثل الملاريا وحمى الضنك. لفهم طبيعة هذه الآفات بشكل أفضل وتحديد كيفية التعامل معها، دعونا نتعمق في مكوناتها الفيزيولوجية.
يحتوي جهاز هضم البعوضة على العديد من الأجزاء الرئيسية التي تعمل معًا لتحويل الغذاء إلى طاقة. تبدأ العملية عند اللسان المسنن والذي يستخدم لسحب الدم من المضيف. بعد ذلك، يتم تخزين الدم في المعدة قبل دخوله القناة الهضمية حيث يتم تحليل العناصر الغذائية واستيعابها. هذا الجزء حساس للغاية ويمكن استهدافه باستخدام بعض المبيدات الحشرية للحد من تكاثر البعوضة.
بالانتقال إلى الجهاز الدوري، نجد قلب البعوضة طويل ورقيق يمتد طولياً عبر الجسم. يعمل كمحرك يدفع الدم (أو الخلية الدموية) نحو الرأس ثم ينزله مرة أخرى باتجاه الطرف الآخر للجسم خلال نظام شبكي من الشرايين والأوردة الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الجسم. يساعد القلب أيضًا في النقل الفعال للأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الأعضاء المختلفة.
يتكون دماغ البعوضة – وإن كان بسيطًا مقارنة بما لدى الثدييات - من ثلاث مناطق أساسية: الدماغ نفسه والجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من المستقبلات الحسية الموجودة حول الخارج لتكتشف البيئة الخارجية وترسل الإشارات للعصبونات الداخلية لاتخاذ القرارات بشأن الحركة والاستجابة للمؤثرات الخارجية.
أما بالنسبة لأجنحة وأرجل وأجزاء أخرى خارجية للجسم تتعلق بالحركة والتواصل الاجتماعي داخل مجموعات البعوض الخاصة بهم، فهي أيضاً ذات أهمية قصوى عندما يتعلق الأمر بفهم سلوكياتهما وبالتالي تحديد طرق فعالة لمقاومتهما. ومن هنا يمكن اعتبار معرفتنا بمكونات أجسام الحشرات جزء أساسي ضمن الجهود العالمية للقضاء على أمراض مميتة مثل تلك الناجمة عن لدغات البعوض.