أماكن سكن السلاحف: عالم متنوع ومتعدد البيئات

تعيش السلاحف في مجموعة واسعة من الأماكن حول العالم، تتكيف مع بيئاتها المختلفة بشكل مذهل. يمكن تقسيم هذه المناطق إلى ثلاثة أقسام رئيسية: البراري والميا

تعيش السلاحف في مجموعة واسعة من الأماكن حول العالم، تتكيف مع بيئاتها المختلفة بشكل مذهل. يمكن تقسيم هذه المناطق إلى ثلاثة أقسام رئيسية: البراري والمياه العذبة والبحر.

السلاحف الأرضية: براري ومراعي خضراء

تفضل بعض أنواع السلاحف الحياة البرية، وهي تعتمد كليًا على اليابسة للحصول على الغذاء والماء والدفاع ضد الحيوانات المفترسة. تُعرف هذه الأنواع بالسلاحف الأرضية، مثل السلحفاة المصرية والسلاحف الأمريكية. عادةً ما تسكن هذان النوعان الصحارى والحقول الجافة والصخور المكشوفة في أفريقيا وأمريكا الشمالية. إن قوقعتهم الصلبة الواقية تساعدها على تحمل درجات الحرارة القاسية والتغيرات المناخية الشديدة.

السلاحف المائية: أحواض المياه وجداول النهر

على الجانب الآخر، اخترت العديد من أنواع السلاحف المياه كمكان للسكن الطبيعي لها. تحتل السلاحف المائية مواطن مختلفة داخل الماء وخارجه. تعد البحيرات والأنهار والأراضي الرطبة موطنًا شائعًا لسلاحف الظربان وسلاحف الخمس أصابع وغيرها الكثير. تتميز حركتها وكيفية التنفس بها بما يتناسب تمامًا مع حياتها المائية؛ فقد طورن جلدًا مقاومًا للماء لمنحهم قدرة عالية على الطفو، كما تمتلك أجسادهم القدرة على القيام بتنازلات متعددة عندما تكون تحت سطح الماء لفترة طويلة جدًا.

السلاحف البحرية: أمواج البحار وآفاق المحيطات الهائلة

وأخيراً، هناك فئة مميزة جداً من السلاحف وهي التي سجلت رقماً قياسياً في اختبار الصمود الفائق وهو الانتقال عبر مسافات ضخمة للمحيطات المفتوحة. نحن نتحدث هنا عن السلاحف البحرية العملاقة مثل السلاحف الخضراء وسمندل بحرمايكلز ودجاج البحر الأفريقي الكبير. تقوم هذه الثدييات البحرية الضخمة بنطاق رحلات هائلة أثناء البحث عن مصادر غذائها وتكاثرها، حيث يقوم البعض منها برحلة من ملايين الأميال ذهابًا وإياباً بين مواقع التعشيش والمواقع الغذائية. تمتاز بسرعات سباحة عالية وبنية جسم ممتازة حتى تستطيع العوم لفترات مطولة بدون راحة بالإضافة للتكيّفات الأخرى المتعلقة بالسباحة كالزعنفة الموجودة خلف كل قدم والتي تعمل كمجاديف لمساعدتها خلال الرحلة الطويلة عبر عمق الأعماق بالمحيطات.

كل نوعٍ من تلك الأنواع مهدد بحدِّه الخاص وفقا لتوزيعاته الجغرافية ومعرفة دورة حياة كل منهم بالإضافة للعوامل البشرية المؤثرة فيه مباشرة مما يجعلها ضمن قائمة الأنواع المعرضة الانقراض العالمي حسب تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. لذلك أصبح هدف المحافظة عليها اليوم أكثر أهميتها خاصة وأن علاقتنا بها قديمة منذ عصر الإنسان البدائي ويجب عمل المزيد للحفاظ عليها للأجيال التالية وللوصول إلى توازن طبيعي مستدام مع بقية عناصر النظام البيئي المرتبط بهم ارتباط وثيق للغاية!


المغراوي البركاني

6 مدونة المشاركات

التعليقات