تبدأ حياة دودة القز المثيرة للإعجاب عندما تقوم فراشة القز برمي بيضها. بعد فترة الحضانة التي قد تستمر أسبوعين تقريبًا تحت الظروف المناسبة، تفقس الديدان الصغيرة لتظهر لأول مرة كأجسام صغيرة شفافة تشبه قطع الطعام الفاسدة. خلال الأيام الأولى من حياتها، تتغذى هذه الديدان بشراهة على أوراق الشجر الخضراء الطازجة، خاصة تلك التي تنتمي لنباتات مثل التوت البري والتفاح والمشمش وغيرها.
في مرحلة ما قبل التحول، تبدأ دود القز بتحويل تركيزها الغذائي نحو خيوط حريرية قوية تصنعها نفسها تسمى "الحرير". هذا النوع الخاص من الغذاء يساعدها في بناء شبكتها داخل شرنقتها أثناء عملية التجدد الجذري لجسمها. بإمكانكم ملاحظة تكريس الديدان لعملتها حين يشاهدون كيف تدور حول جسمها وتخيط خيوطًا دقيقة ومتينة بنمط دوّاري رائع.
بمجرد اكتمال الشرنقته، تمر دودة القز عبر مرحلة التحول المعقدة والتي تشهد تحولا كاملا لجسدها ونموه بشكل غير مسبوق. تتحول خلاياه ومكوناته الداخلية تماما حتى يولد العث الكبير ذو الريش الناعم والأجنحة الرقيقة الملونة. إنها بالفعل واحدة من أكثر العمليات الطبيعية روعة وألماً بالنسبة للأنواع المتشكلة الأجنة!
هذه الرحلة الرائعة من البيضة الى العث تعكس قوة الحياة ونقاء جمال خلق الله عز وجل لكل مخلوق صغير كبير.