كان العالم مليئاً بالديناصورات ذات يوم، لكن هذه المخلوقات الضخمة لم تعد موجودة اليوم. إن فهم مكان وجود الديناصورات يبدأ بفهم ظروف حياتها وسبب زوالها المفاجئ منذ حوالي 65 مليون سنة. كانت الأرض خلال العصر الطباشيري، عصر الديناصورات الذهبي، مختلفة تماماً عما هي عليه الآن. كان الجو أكثر دفئاً، والأراضي كانت غنية بالأشجار والمراعي الواسعة التي توفرت بيئة مثالية لتنوع كبير من الأنواع الحيوانية والنباتية.
عاشت الديناصورات في كل قارة تقريباً على كوكبنا، بدءاً من القطب الشمالي البارد إلى المناطق الاستوائية الحارة. لقد استعمروا المناطق الصحراوية والجبال والسهول الشاسعة والمستنقعات الرطبة. بعضهم عاش بالقرب من الماء بينما فضّل البعض الآخر الحياة البرية. أما بالنسبة للسلالات المختلفة للديناصورات، فقد تنوعت بين آكل النباتات مثل ستيجوسوروس وأبلوسوروس وبين آكل اللحوم مثل تي ريكس وفيلوسيرابتور وغيرها الكثير.
لكن رغم تنوع وتعدد أنواع الديناصورات ومواقع معيشتها، فإن أحد الأحداث الرئيسية أدى إلى نهاية عالمهم. يُعتقد أن اصطدام كويكب ضخم بالأرض قبل ما يقارب الـ 65 مليون سنة أدى إلى مجموعة من الظواهر المدمرة بما في ذلك الانفجارات النارية الهائلة والصدمات الزلزالية العنيفة وحجب الشمس بسبب الغبار الناجم عن الحدث مما أدى لانقطاع سلسلة غذائية كاملة. وقد أثرت هذه الكارثة بشكل خاص على الديناصورات الأكبر حجماً والتي تعتمد اعتمادا كبيراً على إمدادات غذائيتها المستمرة والعادية.
على الرغم من غياب الديناصورات اليوم، إلا أنها تركت خلفها بصماتها واضحة فوق سطح الكرة الأرضية عبر الأحافير والشظايا المتحجرة الأخرى التي تحكي قصة حياة هذه المخلوقات الرائعة. وفي المقابل، تقدم لنا دراسة تلك الآثار نظرة ثاقبة حول الطبيعة المتغيرة للأرض وظاهرة الانقراض والتطور البيولوجي عبر التاريخ الجيولوجي الطويل لكوكبنا الأزرق الكبير.