صغير النملة يُطلق عليه اسم "ذَر"، وهو اسم يعكس الدقة والحجم الصغير لهذه الكائنات الرائعة. عندما خرج الذّر لأول مرة من البيضة، كان يشبه اليرقة الصغيرة التي تتجول كالديدان، بدون عيونٍ أو أرجل. ومع مرور الوقت، تبدأ هذه اليرقة في التحول إلى مرحلة أكثر تعقيداً تسمى العذراء، والتي تتميز بوجود قرون الاستشعار المنثنية والجسد المغطى برقائق دقيقة. وفي نهاية المطاف، تنتقل إلى مرحلة النمل البالغ تمام النمو، والذي يتمتع بجسد مكون من ثلاث مناطق واضحة: الرأس والصدر والبطن. طول معظم أنواع أصغر النمل يترواح ما بين 1-2 ملليمتر.
أما بالنسبة للسلوك لدى كل مرحلة، فإن اليرقات تعتمد بشكل كبير على رعاية النمل الأكبر سنًا الذين يوفر لهم كميات منتظمة من الغذاء لدعم نموهم. بعد ذلك، قد تقوم بعض العذاريّات بتغطية نفسها بطريقة تشبه السرطان بينما تبقى أخرى مكشوفة. تنقسم حياة النمل إلى ثلاثة أدوار رئيسية: الملكة المسؤولة عن وضع البيض، وعاملاته اللائي يهتمون بالأطفال ويجمعن الطعام، بالإضافة إلى الذكور المكلفين بإنجاب ذرية جديدة عبر تخصيب بيض الملكة.
هذه الرحلة المثيرة التي تمر بها النملوت الصغيرة تكشف مدى التعقيد والدقة الموجودة حتى في أبسط أشكال الحياة حولنا. إنها قصة تستحق الانتباه حقًا لشرح كيفية عمل العالم الطبيعي وكيف تساهم فيه هذه الكائنات المهمشة ولكنه ذات تأثير عميق.