الغراب ذلك الطائر ذو الريش الداكن والذي يعرف بحكمته وسلوكه الفريد بين الطيور، يتميز أيضًا بنوع خاص وفريد من الأنواع الصوتية التي قد تبدو غير عادية لسامعيها البشر. يشير مصطلح "النعيق" بشكل عام إلى صوت الغراب وهو وصف دقيق لما يمكن اعتباره صاخبًا وملفتًا للإنتباه. ولكن هذا الوصف ليس ثابتًا عبر النوع - فأصناف مختلفة من الغربان لها مجموعة واسعة ومتنوعة من الأصوات التي تصدرها اعتمادًا على السياقات والتواصل الاجتماعي داخل المجتمع الخاص بها. إن فهم نظام الاتصال لدى الغربان يعد جزء أساسي لفهم سلوكها ودورها الحيوي ضمن النظام البيئي العالمي.
السمات الصوتية لغرام:
إن قدرة الغراب على تنوع الأصوات ليست مجرد ظاهرة ملفتة للنظر بل هي جانب حيوي يؤثر مباشرة على كيفية تعاملهم مع بيئتهم ومع بعضهم البعض. استنادًا لأبحاث علمية دقيقة، فإن كل صنف من صنوف الغربان يمتلك مكتبة صوتيه فريدة تضم نحو ١٥ إلي ٣٣ صوت مختلف. تعمل هذه الأصوات كتواصل فعال داخل مجتمعاتها لتوصيل الرسائل حول التهديدات المحتملة، مواقع الطعام الجيدة، مناطق التعشيش المناسبة وغيرها الكثير مما تحتاج إليه حياتهم اليومية كجماعة مترابطة وظيفياً.
على سبيل المثال، عندما يريد غراب طلب مساعدة زميله أثناء البحث عن غذاء، سيصدر عدة نداءات محددة يعرف زملائه معناها ويتبعونه لمساعدته. وبالمثل، هناك أصوات تحذر أفراد الفريق من الخطر القادم ويمكن التعرف عليها بسهولة بواسطة باقي أفراد القطيع الذين بدورهم سيرفعون مستوى اليقظة والاستعداد للدفاع ضد أي تهديد مفترض.
كما ذكر سابقًا، تمتاز إحدى خصائص الغراب بتعدد استخداماته للأصوات بما يفوق بكثير خياراته الغذائية المتاحة له. وقد أثبت العلم تجاوز براعتها في الاستخدام العملي لهذه الأدوات التواصلية لمنطق جنسها فقط. إنها تستخدم تلك المهارات للتعبيرعن مشاعر سعادة ورؤية جديدة مغرية لجذب انتباه شريك الحياة المحتمل وكذلك لإظهار قوة شخصية أمام منافس محتمل .
يتضح بجلاء مدى أهمية دور الغراب كجزء نشيط ومتكامل بالنظام الطبيعي للعالم الخارجي ومن خلال طرق اتصال واستقبال خاصة به تؤكد مكانته الخاصة وسط عالم الحيوان الواسع والغني بالأشكال والعادات المختلفة.
