أصل قبيلة بني تميم ومكانة أم قشعم فيها

تُعتبر قبيلة بني تميم واحدة من القبائل العربية المعروفة والمؤثرة تاريخياً. تشير الروايات التاريخية إلى أن هذه القبيلة تعود جذورها إلى نزار بن معد بن ع

تُعتبر قبيلة بني تميم واحدة من القبائل العربية المعروفة والمؤثرة تاريخياً. تشير الروايات التاريخية إلى أن هذه القبيلة تعود جذورها إلى نزار بن معد بن عدنان. ومن أشهر الشخصيات المرتبطة بتاريخ Bani Tamim هي "أم قشعم"، التي تعتبر شخصية أسطورية لها مكانة خاصة لدى البدو العرب.

في سجلات الأنساب والتقاليد الشفهية لقبيلة بني تميم، يُشار إلى أم قشعم كإحدى أهم نساء القبيلة وأكثرهن تأثيرًا. اسم "قشعم" نفسه يعني "الخيمة البيضاء"، وهو ما يعكس المكانة العالية والأثر الكبير الذي تركته أم قشعم داخل مجتمعها.

تعود قصة أم قشعم إلى أيام الجاهلية عندما كانت المنطقة تحت تأثير ثقافة الصحراء البدوية. وفقاً للمعتقدات المحلية، فإنها كانت امرأة حكيمة وشجاعة وقادرة على حل النزاعات بين أفراد القبيلة بطرق عادلة ومسالمة. كان دورها ليس فقط ضمن حدود خيمتها ولكن أيضًا في مجالس الرجال حيث تستشير وتنصح بشأن الأمور الاجتماعية والقانونية للقبيلة.

لم تكن قدرة أم قشعم محدودة فقط على الحكمة والإدارة السياسية؛ بل كانت معروفة أيضاً بكرم ضيافتها وحسن استقبال الضيوف الغرباء الذين قد يمرون بالقرب من معسكر بني تميم. هذا العمل الإنساني جعل منها رمزًا للشرف العربي والكرم المستحكم فيهما.

بالإضافة لذلك، شكلت تجارب حياتها جزءًا كبيرًا مما يعرف اليوم بالتراث الثقافي لبني تميم. فمثلاً، هناك العديد من الأشعار الشعرية القديمة التي تدندن حول براعتها في الطهي وفن تقديم الطعام وبخاصة طبق خاص يسمى "القشعة" والذي يرجع له اسم "أم قشعم". كل هذه الخصائص مجتمعة منحوها موقع مميز داخل قلوب جميع أبناء القبيلة حتى يومنا هذا.

واليوم، رغم مرور الزمن وتغير الظروف المحيطة، إلا أنها تبقى مصدر إلهام لكثير ممن ينتمون لهذه القبيلة وما زالت قصصها تحكى للأجيال الجديدة باعتبارها مثالاً يحتذى به لما تعنيه قوة الشخصية الأنثوية والعقلانية والحكمة المجتمعية عند أهل الصحراء الخالدين.


رستم الحمودي

15 مدونة المشاركات

التعليقات