تعد دراسة عمر الحيوانات البرية جزءًا أساسيًا من فهم السلوك البيولوجي والتكيف مع بيئاتها. عندما نتحدث عن القرود - وهي أحد أكثر الثدييات شهرة وتنوعا- فإن مسألة كم سنة يمكنها العيش تعتبر مثيرة للاهتمام. يختلف عمر القرد بشكل كبير وفقا للأنواع المختلفة وبيئاتهم.

القرد البني الأمريكي، والمعروف أيضاً باسم "البوكين"، لديه متوسط عمر يصل إلى حوالي 25 عاما عند الحفاظ عليه تحت ظروف الرعاية الجيدة في الأسر. بينما في البرية، قد يعيش حتى عشر سنوات تقريباً بسبب عوامل مثل الصيد والمرض والعوامل البيئية الأخرى. أما بالنسبة للأقزام الغوريلا البالغين، فقد يعيشون لمدة تتراوح بين 35 إلى 40 عاماً في البرية، وهذا أعلى بكثير عما هو متوقع لأي نوع آخر من الرئيسيات غير البشرية بحجمهم.

الإنسان العاقل له أقرب قريب حيوي وهو الشمبانزي، والذي يتمتع بنمط حياة طويل نسبياً مقارنة بالقرود الصغيرة حجماً. ويمكن لهذه الأنواع الشامبانزية أن تعيش ما يقارب الـ45 سنة في براري أفريقيا الأصلية لها ولكنها تستطيع تجاوز هذه الفترة بمعدل عقد إضافيين ضمن الظروف المناسبة داخل مرافق حماية وانقاذ وحياة مكيفة خاصة بها.

ومن المعروف كذلك بان الفيل الفيلدبكي الأفريقي ("الفيلة") التي تنتمي لعائلة مختلفة لكن نفس رتبة الرئيسات كالشامبانزي وغيرهما؛ لديها القدرة على الوصول لفترات حياتها الخاصة والتي قد تطول لتتجاوز الخمسين عاما! هذه المعلومة توضح لنا مدى اختلاف مدد الحياة عبر مختلف الانواع الفرعية لكل مجموعة رئيسات رئيسة .

في نهاية المطاف ، فإنه ليس فقط طول فترة حياة القرد هي ذات أهمية بل أيضا العمليات الداخلية ومعايير البحث العلمي حول تلك الأمور مما يكشف المزيد حول خصائص النمو والسكان والأحياء والجوانب الإيكولوجية المرتبطة بهذا المجال الواسع والمدهش حقا !