- صاحب المنشور: رغدة بناني
ملخص النقاش:
مع ظهور الثورة الرقمية وتزايد اعتماد الشركات والمنظمات على التكنولوجيا المتقدمة، أصبح الحديث حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل محور نقاش كبير. هذه القضية تثير الكثير من المخاوف بشأن فقدان الوظائف التقليدية واستبدالها بأتمتة الآلات الذكية. لكن هل هذا الخوف مبرر حقاً، أم أنه مجرد تهويل؟ دعونا نحلل الموضوع بموضوعية وننظر إلى كلا الجانبين من الصورة.
التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الوظائف:
الفوائد:
- زيادة الكفاءة والإنتاجية: يمكن للذكاء الاصطناعي أداء العديد من المهام الروتينية بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مما يفعله البشر. وهذا يسمح للشركات بتقديم خدمات أفضل وأسرع لعملائها مع تقليل الأخطاء والتكاليف المرتبطة بالعمليات اليدوية.
- تعزيز الابتكار: قد يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة للتطور والاستكشاف العلمي، مما يؤدي إلى تطوير وظائف ومجالات عمل لم تكن موجودة من قبل.
- تحسين جودة حياة العمال الحاليين: يمكن للمهام غير المرغوب فيها أو الخطرة أن يتم تبنيها بواسطة الروبوتات والأجهزة الذكية، مما يحرّر العمّال البشريين لأعبائهم الأخرى الأكثر تعقيدا وإضافة قيمة كبيرة لهم وللشركة التي يعملون بها.
التحديات والمخاطر:
- فقدان الوظائف: هناك احتمالية حقيقية بأن تقوم بعض الصناعات باستبدال العاملين بشبكات الكمبيوترات المدربة تدريب عالي المستوى لاستيعاب مهارات بشرية محددة. رغم ذلك فإنه ليس كل الأنشطة سوف تتأثر بنفس القدر; حيث تشير الدراسات الحديثة أن حوالي 47% فقط من مجموعة الأعمال العالمية معرضة للإستبدال جزئيآ أو كليآ باستخدام تکنولوجیات مثل تلك الخاصة بالذكاء الإصطناعِي بحلول عام ٢٠٣٠ وفقاً لتقرير مؤسسة McKinsey & Company. وبالتالي فإن هذا يعني أيضاً ضرورة إعادة تأهيل البعض وتعريض آخرين لدورات تدريبية متخصصة لإكساب المهارات اللازمة مواكبة مستجدات عالم التكنولوجيا الذي بات يعيش فيه المجتمع اليوم.
- عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية: إذا تم استبدال عدد كبير جدًا من الوظائف التقليدية بسبب الذكاء الاصطناعي، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الفجوة بين الطبقات الغنية والفقيرة داخل مجتمع واحد نظراً لحصول الأولى منهم علي فرصة اكبر بالحفاظ علي مكانتها الاقتصادية بينما ستكون الثانية أكثر عرضة لفقد مصدر رزق الأساس لديها ومصدر دخلهم الرئيسي .
- السلامة المعلوماتية والأمان: التعرض للأخطار الأمنية مستقبلاً نتيجة الاعتماد الزائد علي نماذج ذكيه تعتمد أساسيا علي البيانات الضخمة والتي ربما تكون مفتوحة المصدر وغير مضمون مصدر اخلاقيتها عند الحصول عليها وهذه مشكلة أخرى تحتاج الي حلول مناسبة للحماية منها ومن ثم المحافظة علي حقوق الأفراد والجهات الحكومية وكذلك المنظمات الدولية ذات الطابع الرسمي.
باختصار، التأثيرات الحقيقة للذكاء الاصطناعي على اقتصاديات الدول والشغل المختلفة هي موضوع مثير ومتعدد الجوانب ويحتاج لقراءة واسعه لسوق العمل العالمي والتقنيات المتاحة حالياً بالإضافة لرؤية واضحة لما ينتظرنا خلال العقود المقبلة كي نتوصل برأي راسخ فيما لو كان الأمر مجرد "تهويل" أم واقع قابل للتحقق بالفعل !