فرس البحر هو كائن مائي صغير ومميز يتميز بتشكيله الفريد الذي يشبه الحصان، وهو سبب تسميته بهذا الاسم. ينتمي هذا النوع البيولوجي إلى جنس Hippocampus، مع وجود أكثر من 25 نوع تم التعرف عليها ضمن مياه سواحل العالم الدافئة. تعيش فرس البحر عادةً قرب الشعاب المرجانية وشجيرات الأشجار البحرية والقاع العشبي للمحيطات. متوسط عمرها أقل بكثير مما نختبروه نحن البشر - حوالي خمس سنوات فقط!
من الناحية التشريحية، تتميز أجسام فرس البحر بحلقاتها العظمية المتواصلة وجسم نحيل طويل يمكن أن يصل إلى متر واحد عند اكتمال نموه. زعانف صدرها ضئيلة لكن فعالة للغاية، بينما الزعنفة الظهرية هي الأكبر حجماً بين جميع الزعانف الأخرى. أحد أكثر سمات فرس البحر غرابة هو افتقاره إلى الأسنان؛ بدلاً من ذلك، فإن طريقته في تغذية نفسها تعتمد على امتصاص فريستها باستخدام فتحة شبيهة بأنبوب، وهي قادرة أيضًا على التحكم مستقيمين لعينيها لكلٍ منها حركاته الخاصة مثل الحرباء تمامًا.
على الرغم من ظهورها غير المعتاد، إلا أنها تتبع طريقة سباحة مميزة تتضمن رفع الرأس وتحريك الذيل للأمام أثناء الانزلاق عبر الماء. النظام الغذائي لهذه الكائنات البرمائية متكون أساسًا من القشريات الصغيرة وقد تطورت لديها نظام غذائي خاص يسمح لهم بالحفاظ على الطاقة واستخدام الحد الأدنى منها، إذ يستقرون وينتظرون مرور الطعام بالقرب منهم قبل ابتلاعه بسرعة وبراعة شديدة.
في مجال التوالد الحيواني، تشتهر فرس البحر باتباعها لبنية اجتماعية فريدة حقًا حيث تربط كل ثنائي ذكر وأنثى ارتباط دائم للحياة بأسرها. وعند بلوغ مرحلة الانجاب المناسبة، تقوم الأنثى بإطلاق بيوضها داخل "كيس" موجود لدى الذكر بصورة طبيعية. وبعد فترة حمل قصيرة نسبياً تدوم لمدة قد تصل لأربعة اسابيع ، يولد الصغار مباشرة جاهزين لممارسة حياتهم الجديدة تحت سطح المياه.
وفي الآونة الأخيرة، اجتذب اهتمام المجتمع الطبي بسبب دوره المحتمل كمصدر محتمل لعلاج العديد من الأمراض الشائعة اليوم. فقد ثبت علميًا أن المستخلصات النباتية لفارس البحر تمتلك خاصية مضادات أكسدة قوية تساعد الجسم على مكافحة آثار المواد المؤكسدة الضارة المعروفة باسم "الجذور الحرة". بالإضافة لذلك، هناك بحث مستقبلي حول استخدام بروتين مشتق من فارس البحر والذي يبدو أنه قادر على تخفيف الألم والحساسية المرتبطة بالروماتزم وآلام العظام المختلفة. وبالتالي، رغم كونهم مخلوقات هامشية مجهولة نسبياً بين عامة الناس، تساهم مساهمتهم الهائلة في فهمنا العالمي لكيفية عمل البيئة الطبيعية والعافية العامة للإنسان بطرق عميقة وثاقبة أكثر مما كان متوقعاً سابقاً.