يعد فهم كيفية تنفس الضفدع أمرًا مثيرًا للإهتمام بالنسبة للباحثين وعشاق الحياة البرية على حد سواء. تمتلك هذه الحيوانات الصغيرة، التي تبدو غريبة الأطوار أحياناً، نظاماً تنفسياً فريداً ملائماً لبيئتها المتنوعة بين الماء والأرض.
تتنفس معظم أنواع الضفادع عبر جلدها الرخو والمبلل، مما يسمح بتبادل الغازات بشكل فعال خاصة عندما تكون تحت سطح الماء. لكن هذا ليس كل جانبٍ لهذه العملية المعقدة! ففي مرحلة النمو داخل الماء، تستخدم الضفادع الخياشيم، مثل أسلافها من الأسماك. ومع ذلك، بمجرد خروجها إلى العالم الخارجي وبدء عملية التحول نحو شكلها البالغ، تتطور رئتيهما لتكون قادرة على القيام بنفس وظيفة الرئة لدى الإنسان تقريبًا - امتصاص الأوكسجين وتصريف ثاني أكسيد الكربون.
لكن الأمر لا يتوقف هنا؛ فالضفادع تستطيع أيضًا التنفس باستخدام تجاويف فمه ومريئه كوسيلة مساعدة عند الحاجة القصوى. وهذا يعني أنها قد تستخدم طرق مختلفة ومتعددة للتأكد من حصولها على كميات ضرورية من الأكسيجين بغض النظر عن الظروف البيئية التي تواجهها.
هذه القدرة المرنة على استخدام وسائل متعددة للحصول على الأكسجين هي ما جعل الضفادع واحدة من أكثر الثدييات نجاحاً واستمراراً في مجموعة واسعة جداً من الموطنات العالمية المختلفة. إنها لمحة رائعة حول مدى تكيف الطبيعة مع بيئات متنوعة للغاية.