تعتبر عملية نقل الماء في النبات أحد الأركان الرئيسية التي تضمن حياة وصحة هذه الكائنات الحية الجميلة. تتسم هذه العملية المعقدة بتعقيد كبير بسبب البنية المتشعبة للنبات والتي تشكل شبكة معقدة تسمح بنقل العناصر الغذائية والمياه حول الجسم كله. يدخل الماء إلى جذور النبات أولاً ثم ينتقل تدريجياً نحو الأعلى حتى يبلغ أعلى نبتته.
يبدأ الطريق نحو الأعلى عندما يتم امتصاص الماء بواسطة جذور النبات خلال عملية تُعرف باسم "الاستيعاب الجذري". هنا، يعمل الماء كمادة متوسطة لمختلف الأملاح والمعادن اللازمة للنمو الصحي للنبات. يقوم حزام الاستدلال - وهو طبقة خلايا خلوية خاصة بجدرها رقيقة جدًا وممتلئة بالماء بشكل شبه كامل - بإرسال الإشارات لتعزيز هذا الامتصاص. كما أنه يلعب دوراً هاماً في التحكم بمعدلات امتصاص الماء بناءً على ظروف البيئة المحيطة.
بعد أن يصل الماء إلى الطبقات الداخلية للجذر، فإنه يستخدم ميكانيكيات مختلفة لنقله نحو أعلى ساق النبات. إحدى الطرق الأكثر شهرة هي عملية النقل السنجابي، حيث يتم رفع الرذاذ الدقيق للمياه والأكسجين باستخدام القوة السطحية للسوائل داخل الأنبوبة الناظمة في الأوعية الوعائية للنبات. وهذا النوع من النقل يمكنه الوصول فقط حوالي 15 متر تقريبًا قبل أن تنخفض فرص نجاح الحمل الحراري. لذلك، لإتمام رحلة الماء كلها، فإن الضغط الروتولي (أو ضغط الترطيب) هو المفتاح الرئيسي لتزويد الماء للأجزاء الأكثر ارتفاعًا من النبات.
بمجرد وصول الماء لأعلى الجزء السفلي من نبات، يحدث التسرب فوق اللحائي والذي يسمح بصعود المزيد منه إلى الأجزاء الأعلى من الزهرة أو الثمرة أو الأوراق. وهذه الأخيرة تعتبر مركزًا رئيسيًا لاستخدام الماء حيث تقوم بعمل التركيز الفوتوكيماوي واستخلاص الطاقة الشمسية لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون وثلاث ذرات هيدروجين وأكسجين واحد لصنع الغلوكوز - وهي مصدر طاقة أساسي للجميع بما فيه الإنسان نفسه! وبالتالي، تستمر دائرة الحياة الطبيعية بين النبات والعالم الحيادي الآخرين الذين يعيشون معه ضمن نفس النظام البيئي العالمي الواسع.