التماسيح، وهي زواحف بحرية مائية شرسة تعيش منذ ملايين السنين، تعد من أقدم وأنجح الثدييات البرمائية في العالم. تنتمي هذه الحيوانات إلى عائلة Crocodylidae ضمن فصيلة Crocodilia. تتميز التماسيح بحجمها الكبير ولون جلدها الأخضر الداكن الفاتح وذيلها الضخم الذي يساعدها على السباحة بسرعة وكفاءة عبر المياه. رغم اسم "التمساح"، هناك العديد من الأنواع المختلفة والتي تشترك جميعاً في بعض الخصائص المشتركة مثل الحواس الحادة والقدرة على البقاء تحت الماء لفترة طويلة.
توجد اليوم حوالي ستة وعشرون نوعاً معروفاً للتماسيح موزّعَة بين قارتين أساسيتين هما إفريقيا وآسيا، بالإضافة لبعض المناطق الأخرى المحيطة بالمحيط الهندي والمحيط الأطلسي. لكل نوع خصائصه الخاصة التي تناسب بيئته الطبيعية. فعلى سبيل المثال، يوجد تمساح نهر النيل الأفريقي والذي يعد واحداً من أكثر أنواع التماسيح انتشاراً، وهو يتمتع بحجمه الهائل والقوة الغاشمة مما يجعله أحد أخطر الزواحف الموجودة حالياً. بينما نجد أيضاً تمساح غافال الصغير نسبياً مقارنة بأنواعه الأكبر حجماً لكنه لا يزال قادرٌ على الدفاع عن نفسه بشكل مميز بسبب سرعة رد فعله وثبات جسمه أثناء السباحة والحركة.
تعتبر التماسيح لاعباً رئيسياً في النظام البيئي حيث تلعب دوراً حيوياً كحيوان مفترس رئيسي يساهم في تنظيم مجموعاته الغذائية المحلية وحماية الحياة البحرية من خلال الحد من نمو وتكاثر أنواع معينة من النباتات والأسماك. كما أنها تسهم في تحسين التربة عن طريق مساعدة عملية التحلل للأشياء العضوية المتحللة وبالتالي تعزيز الخصوبة الزراعية للمجتمعات البشرية المجاورة لمنطقة تواجدها.
بفضل قدرتها الاستثنائية على التأقلم والتكيف مع المواطن المختلفة، حافظت التماسيح على وجودها لأكثر من مئة مليون سنة متكيفّةً مع تغييرات المناخ الجغرافية والعوامل البيئية المتغيرة باستمرار للحفاظ على استقرار نفسها وانتشارها جغرافياً لعصور خلت وما تزال قائمة حتى يومنا هذا.