فوائد غرس الأشجار: استدامة البيئة وتعزيز الجمال الطبيعي

التعليقات · 1 مشاهدات

تعتبر ممارسة التشجير جزءاً حيوياً من الحفاظ على كوكبنا واستعادة توازن النظام البيئي. تتعدى أهميتها كوسيلة لمنع التصحر إلى كونها عاملاً رئيسياً في تعزي

تعتبر ممارسة التشجير جزءاً حيوياً من الحفاظ على كوكبنا واستعادة توازن النظام البيئي. تتعدى أهميتها كوسيلة لمنع التصحر إلى كونها عاملاً رئيسياً في تعزيز الصحة العامة والحياة البرية وصحة المجتمعات المحلية. عند النظر في الفوائد المتنوعة لهذه العملية، يصبح واضحاً السبب وراء اعتبارها نهجاً مستداماً للحاضر والمستقبل.

الأولى والأكثر وضوحا هي مساهمة الأشجار في تحسين نوعية الهواء. تقوم النباتات بامتصاص ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساهم بشكل كبير في خفض مستوى هذا الغاز المضاد للبيئة في الجو. كما أنها تطلق الأكسجين الذي نحتاج إليه نحن البشر والكائنات الحية الأخرى لتنفس الحياة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الأشجار أيضاََ في التقليل من العواصف الرملية وحماية التربة من التآكل الشديد، وهو ما يحمي بدوره النظم الإيكولوجية ويضمن نمط حياة أكثر صحية وأماناً للمقيمين بالقرب منها.

ليس فقط للأشجار تأثير بيئي مفيد؛ بل لها أيضًا تأثيرات اقتصادية واجتماعية هائلة. توفر المناطق الخضراء التي يتم تشييدها عبر زراعة الأشجار فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لمجتمعات محلية كثيرة تعمل ضمن القطاع الزراعي والصناعات ذات الصلة بالتشجير. علاوة على هذه الفرص الاقتصادية المباشرة، فإن وجود المساحات الخضراء يعزز السياحة ويعطي صورة حضارية مميزة للعاصمة عمان خصوصا ودولة المملكة العربية السعودية عموما - مما يجذب الاستثمارات والسائحين الذين يستمتعون بالمناظر الجمالية للأشجار والشجيرات الموسمية المختلفة والتي تضفي رونقا خاص على المدينة طوال العام.

وأخيراً وليس آخراً، تعتبر آثار التشجير الصحية للجسد والعقل معروفة جيداً ومعترف بها عالمياً. يمكن لأماكن المشي بين أشجار الظل والتأمّل أمام لوحات طبيعة خلابة أن تخفف من ضغط الدم وتحسن الحالة النفسية وتزيد الإنتاجية اليومية بسبب الشعور بالإيجابية المرتبطة بالحركة وسط أجواء نقية ومتجددة باستمرار. بالتالي فإن تنفيذ سياسات شاملة لتشجير المدن يدعم مشاريع إعادة التأهيل النفسي والجسدي للسكان بشكل فعال جداً وبأسعار معتدلة مقارنة بتكاليف التدخل الطبِّي التقليدِيِّ المناسب لكل مرضٍ مع تحديد جرعات الدواء الخاصة بكل حالة فردية خاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة مثل القلق والاكتئاب وغيرهما الكثير ممن أصبح انتشارها واقعا واقعا ملحوظا مؤخرا!

خلاصة الأمر أنه بإضافة المزيد من الأشجار والنباتات للغابات الموجودة حاليًا ومضاعفة جهود حملاتها الثقافية والإعلامية حول فائدتها البالغة للتواصل الاجتماعي الصحي والمحافظة عليها وعلى سلامتها ضد عوامل اختراق المياه وانبعاث الروائح المنفرة وما شابه مما قد يقضي عليها تماماً يوماً بعد يوم حتى بدون تدبير بشري مدروس لكبح تلك الآثار الجانبية الخطيرة قدر إمكانيات الدولة المالية والبشرية حينذاك... إنَّ خطوتنا الأولى نحو المستقبل المستدام تكمن ضمن حدود قدرتنا الذاتية عندما نسعى جميعا لإحداث فرق ايجابي محيطتنا الشخصية قبل الانتقال خارج أسوار منزلنا الخاص بنا باتجاه العالم الأخضر الواسع الواعد!

التعليقات