- صاحب المنشور: شهد بوهلال
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب حياتنا اليومية، برزت قضايا الخصوصية كأحد أهم التحديات التي يواجهها المجتمع الحديث. تتضمن هذه العلاقة المعقدة العديد من الجوانب، بدءًا من كيفية استخدام البيانات الشخصية وتخزينها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي حتى التأثير المحتمل لهذه التقنيات على حريات الأفراد الأساسية.
من جهة، يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات العامة وتحليل البيانات بطرق لم تكن ممكنة من قبل. يمكن له تشخيص الأمراض مبكرًا، تعزيز الأمن القومي، وتقديم توصيات شخصية مفيدة للمستخدمين بناءً على بياناتهم الكبيرة. ومع ذلك، فإن هذا الانجراف نحو المزيد من التحليلات الدقيقة يعني أيضًا زيادة التعرض للخطر فيما يتعلق بالخصوصية. قد يتم جمع المعلومات الحساسة مثل المواقع الجغرافية والأنشطة الرقمية والسجل الطبي وغيرها واستخدامها لأغراض ربما تكون غير مقصودة أو غير مرغوب فيها بالنسبة للأفراد.
المخاوف الرئيسية:
- التتبع والإستهداف: مع قدرتها المتزايدة على فهم وأنماط الاستهلاك لدى الأشخاص، تستطيع شركات التسويق الآن استهداف العملاء بمحتوى أكثر تحديدًا مما كان متاحاً سابقاً. بينما يعد هذا مفيدا للشركات، فإنه من وجهة نظر البعض يشكل انتهاكا لخصوصيتهم حيث أنه يعطي صورة واضحة للغاية عن اهتمامات الفرد وعاداته اليومية.
- البيانات المشتركة: غالبًا ما تعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي على مشاركة كميات هائلة من البيانات عبر الشركات المختلفة والمؤسسات البحثية. وهذا يخلق مخاطر كبيرة بشأن تسرب تلك البيانات واستغلالها بشكل غير أخلاقي. بالإضافة إلى ذلك، عندما تصبح الخوارزميات أكثر ذكاءً وأكثر اتخاذ قرارات مستقلّة، فقد يؤدي ذلك إلى ظروف يُساء فيها فهم الآلية المستخدمة لاتخاذ القرار، مما ينتج عنه آثار ضارة محتملة على حقوق الإنسان الأساسية كالعدالة العرقية والتوجه الجنسي والتدخل الحكومي.
- الثقة والأمان: مع كل مزايا تقدمها لنا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هناك أيضا خطر كبير وهو الثقة الزائدة بها والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض حساسية الناس تجاه الأجهزة ذات القوة الكاملة للاختراق والقراءة والاستماع والصمت داخل بيئاتهم الخاصة دون علم منهم بذلك. وفي الوقت الحالي، ليس هنالك رقابة فعّالة لتلك التكنولوجيات الجديدة ولذلك نجد الكثير ممن يستخدموها حالياً هم مجرد "مستخدمين تجريبيين".
وفي النهاية، هذه ليست إلا رؤى اولية حول مجالات الصراع المتوقعة بين عالمَيْ القدرة الهائلة للتكنولوجيا الحديثة واحتياجات المجتمع البشري لحماية خصوصيته وضمان عدم تجاوز وسائل الاتصال الحديثة الحدود الأخلاقية والمعنوية المقبولة اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا وثقافيا ومذهبية وفلسفية وإسلاميّا كذلك؛ لأن الإسلام دين حياة وليس دين موت والدفاع والحفاظ على النفس والعائلة والمجتمع هي جزء أصيل منه ولا مجال فيه للإفساد والخراب مهما كانت الظروف الموضوعية للحياة الإنسانية بجميع أنواعها ومراحل نمو حضارتها وتطور عاداتها وتقاليدها وزهدها ورغبات شهواتها وملذاتها ومتاع الحياة الدنيا زائفة المؤقتة المبهرة المنظور إليها بعيون الإيمان المطمئنة لدوام السرمد الطويل بعد عمر قصير محدود العمر الذي اصطنعه الله جل جلاله لعباده لعباده لعباده المخلوقين عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا عبدا