- صاحب المنشور: توفيقة بن زيدان
ملخص النقاش:
في مواجهة التغيرات المناخية المتزايدة، والتوسع السكاني المضطرد، والنضوب التدريجي للموارد الطبيعية، تواجه العالم اليوم تحديًا حاسمًا يتمثل في ضمان الأمن الغذائي العالمي. هذه الأزمة متعددة الأبعاد تتضمن نقصا في الإنتاج الزراعي، ارتفاع الأسعار غير المتوقعة، وعدم المساواة في الوصول إلى الغذاء بين المناطق المختلفة حول العالم. وفي الوقت نفسه، يزداد الضغط لإيجاد حلول مستدامة لتلبية طلبات الجماهير المتنامية على الطعام الصحي والمتوفر بأشكاله المختلفة.
التحديات الرئيسية للأمن الغذائي العالمي
1. تغير المناخ وتأثيره على إنتاج المحاصيل
تغير المناخ يلعب دورًا رئيسيًا في تقليل إنتاجية العديد من المحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والدخن. حيث يؤدي الطقس الحار والجفاف الشديد إلى انخفاض جودة التربة واستنزاف المياه الجوفية مما ينتج عنه محصول أقل غنى بالعناصر المغذية. بالإضافة إلى ذلك، أصبح هطول الأمطار أكثر عدم انتظام وأصبحت العواصف المفاجئة أكثر تواترًا، مما يمكن أن يدمر حقولاً كاملة ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة.
2. النمو السكاني ومستقبل التصحر
مع زيادة عدد سكان الكوكب بمقدار ملياري شخص منذ عام 2000، فإننا نواجه مسارين يتقاطعان بطريقة خطيرة. الأول هو حاجتنا المستمرة لزيادة إنتاج الغذاء لمواكبة هذا الازدياد، والثاني هو فقدان الأرض الخصبة نتيجة للتصحر بسبب عوامل مختلفة منها الاستخدام غير الرشيد للأراضي والحراجة وانحباس ثاني أكسيد الكربون في الهواء الذي يساهم في تحويل مناطق صحراوية جديدة كل عام. وهذا يعني أنه بينما نحتاج إلى توفير المزيد من الغذاء لعدد أكبر من الأشخاص، فإن قدرتنا الفعلية على فعل ذلك تقل مع مرور الوقت بسبب فقدان قوة الإنتاج ذاتها التي تعتمد عليها.
3. الأنظمة التجارية المعقدة والصراع على الموارد
الأنظمة الاقتصادية الدولية غالبًا ما تعزز تركيز الثروة والموارد لدى الدول الأكثر استقرارها سياسيا واقتصاديا. وبالتالي قد يحدث اختلال واضح في كيفية امتلاك بعض البلدان القدرة المالية لشراء الكميات الأكبر من المنتجات الزراعية وغيرها من السلع الأساسية بنفس الوقت الذي يعيش فيه الآخرون فقرًا شديدا حتى لو كانت لديهم موارد طبيعية وفيرة ولكن بدون القدرة على التصدير أو التجارة الخارجية بشكل فعّال. وهذه الحلقة المفرغة تدفع نحو مزيدٍ من الفوارق وانعدام تكافؤ الفرص فيما يتعلق بالوصول إلى الغذاء الآمن والغني بالتغذية.
الحلول المقترحة لتحسين الأمن الغذائي عالمياً
1. التحول نحو أنماط زراعية مستدامة
يمكن للتكنولوجيا الحديثة تسريع عملية الانتقال نحو أساليب زراعة أكثر كفاءة وصديقة البيئة. ومن أمثلة ذلك استخدام الري الذكي الذي يعتمد على بيانات دقيقة بشأن حالة التربة ومتطلباتها المائية؛ كما يمكن تطوير أنواع محاصيل مقاومة للجفاف والتلوث الكيميائي وقادرة على تحمل ظروف أخرى قاسية. كذلك تشجيع ممارسات الإدارة الدقيقة للمحاصيل والتي تساعد أيضا بحفظ الطاقة والمياه وتحقيق عوائد أعلى لكل وحدة أرض وزراعة.
2. دعم المشاريع الصغيرة والمتكاملة بيئياً
تشجيع نمو القطاعات الزراعية المحلية صغيرة الحجم عبر منح الدعم الحكومي لها يساعد بتوزيع عبء الأمن الغذائي بعيداً عن الاعتماد الكبير على اللاعبين الرئيسيين العملاقين الذين ربما يستغلون وضع السوق لصالح مصالحهم الخاصة وليس خدمة المجتمعات الفقيرة والمعرضة للعوز الغذائي بشكل خاص خلال حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية. ويمكن لهذه المشاريع أيضًا العمل كمصدر رزق مستقلاً لأصحابها ومساهماً مهماً في خلق فرص عمل جديدة للشباب والعاطلين عن العمل ضمن نفس المنطقة الجغرافية.
3. التكامل بين السياسات الوطنية والإقليمية والدولية
إن بناء شراكات دولية واتفاقيات تجارية جديدة تقوم أساساً علي تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز حقوق الإنسان المرتبطة بالأمن الغذائي ستكون ضر