• صاحب المنشور: سنان بن داود
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الاعتماد على التقنيات الحديثة، أصبح من الضروري النظر بشكل نقدي في تأثيرها على البيئة والمجتمع. هذا الدمج المتنامي للتكنولوجيا مع جوانب الحياة اليومية يوفر فرصاً هائلة لتحسين الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية، ولكنه أيضاً يطرح تحديات بيئية واجتماعية ملحة تستدعي حلولاً مبتكرة ومستدامة. سنناقش هنا كيف يمكن لهذه الابتكارات التكنولوجية أن تساهم في تحقيق هدفين متعارضين ظاهرياً - النمو الاقتصادي والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية.

التعزيز الرقمي والاقتصاد الأخضر

أصبحت القوى العاملة أكثر رقمنة مما أدى إلى زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادي. لكن جانبا آخر لهذا التحول يتضمن استخدام الطاقة غير الفعالة والتلوث الناجم عن التصنيع وشحن المنتجات الإلكترونية والأجهزة الذكية. الحل يكمن في what we call "الاقتصاد الأخضر". يتمثل ذلك في دمج تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والخوارزميات لتوفير حلول ذكية لإنفاق أقل للطاقة وأكثر كفاءة لها.

على سبيل المثال، يستطيع AI تحليل البيانات الكبيرة المرتبطة بتصميم المباني وكيفية تشغيل الأجهزة الكهربائية داخلها؛ وهذا يساعد الشركات على تحقيق وفورات كبيرة في استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ. كما تعمل السيارات ذاتية القيادة والتي تعتمد بشكل كبير على بيانات IoT وتقنية الجيل الخامس 5G نحو تخفيض عدد المركبات الشخصية وبالتالي خفض حوادث المرور وتلويث الهواء نتيجة للأدخنة المنبعثة منها.

التعليم والصحة: الاستفادة القصوى من الفرص

يمكن أيضًا توسيع نطاق فوائد هذه التقنيات خارج القطاع الصناعي. فالذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تغيير مجالات الصحة والتعليم بصورة جذرية. فعلى سبيل المثال، يمكن لنظام التشخيص الآلي المعتمد عليه AI المساعدة الطبية بإجراء عمليات تشخيص دقيقة وسريعة للغاية بناءً على الصور الطبية وغيرها من الأدلة الطبية الأخرى. وفي مجال التعليم فإن العروض البصرية ثلاثية الأبعاد وعبر الواقع المعزز تجعل العالم أكبر بالنسبة للمتدرب مما يعطي فرصة أفضل لفهم المفاهيم العلمية المعقدة بطريقة جذابة وجذابة تعمق فهم المتعلم لمفهوم محدد ويجعله يقترب منه باهتمام أكبر بكثير مقارنة بالأساليب القديمة للحفظ والحشو التجريدية المجردة تمامًا.

التحديات الرئيسية أمام الوصول العالمي

بالرغم من كل تلك الفوائد المحتملة لاستخدام تكنولوجيا جديدة فهي ليست قابلة للتحقيق عالمياً بشكل كامل بسبب عدة أمور أهمها عدم توفر بنية تحتية مناسبة خاصة في المناطق الريفية وقديمة الترقيم بالإضافة إلى وجود اختلافات ثقافية ولغوية بين الشعوب المختلفة حولك الأرض فيما يعرف بنظرية شمولية العالم digital divide حيث يشعر الناس بأن هناك نوعا من الحرمان الاجتماعي والثقافي والفكري عند انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت العالمية أو أي مصدر معرفي حديث جديد كليا . ومن ثم ينبغي العمل على تطوير نهج شامل يقوم بصياغة السياسات العامة الدولية المؤثرة وفق رؤية واضحة تتسم بالتقدم الإنساني المشترك عموما ، وذلك بهدف ضمان تمكين جميع الأفراد مهما كان موقعهم جغرافيا واحتراماً لهويتتهم الثقافية والعرفانية الخاصة بهم أيضا ضمن حدود دولة واحدة موحدة سياساتها وقوانينها الداخلية بما يتماشى ويتماشى جنبا إلي جنب مع حقوق الإنسان الأساسية المقننة دولياً!

الخلاصة : مستقبل مشرق ولكن ... ؟ !

لقد سلط البحث الضوء بالفعل علي الجانبين الإيجابي والسالب للاستثمار الكبير الذي تقوم به الحكومات والشركات العملاقة فى مسعى منها لبناء مجتمع عصري قائم بذاته اعتمادا علي قوة الثورة المعلوماتية الهائلة ، إلا انه ليس مطلوبا علينا مجرد التركيز علي جزء واحد فقط دون الآخر بل يجب اخذ عين الاعتبار كافة التداعيات المصاحبة لذلك القرار حتى نبقي التطور في أعلى مستوى ممكن نحقق فيه توازن حيوي قوي ومتماسك يسمح لنا بالحفاظ علي ثروات ارضنا وعلى نفس الوقت الانتفاع بالأدوات التكنولوجية الرائدة الجديدة بلا مشاكل بعيدة المدى قد تحدث ضرراً خطيرا حال