- صاحب المنشور: نوفل الدين بن يعيش
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار العولمة وتحرر حركة الأفراد والبضائع والمعرفة عبر الحدود الوطنية، أصبح العالم أكثر ارتباطاً مما كان عليه قبل عقود. هذا الاتصال المتعاظم قد طرح تحديات مثيرة للنقاش بشأن تأثيرها المحتمل على الهويات والثقافات المحلية. هذه الدراسة تستكشف كيف أثرت العولمة على الثقافة العربية والإسلامية خاصة، وكيف يمكن تحقيق توازن بين الحفاظ على الجذور التقليدية وتعزيز الانفتاح العالمي.
التأثيرات الإيجابية للعولمة على الثقافة المحلية
- التبادل الثقافي: يوفر الإنترنت والقنوات العالمية فرصًا لمشاركة الأعمال الفنية والأدبية والتقاليد الشعبية مع جماهير واسعة حول العالم. هذا التبادل يعزز تقدير واحترام الخبرات الثقافية المختلفة، ويعكس القيم المشتركة للإنسانية جمعاء.
- النمو الاقتصادي: أدى تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى خلق فرص عمل جديدة وأدى لزيادة الدخل للمجتمعات المحلية. بالإضافة لذلك، زادت القدرة الشرائية للناس وانتشار المنتجات الجديدة التي تساهم بتنوع الحياة اليومية.
- الديمقراطية المعلوماتية: ساعدت تكنولوجيا الإعلام الجديد الحكومات والشعب علي الوصول الي مصادر معرفية متنوعة ومختلفة كانت محصورة سابقا . كما سهلت عملية تبادل الآراء والمناقشات العامة حول القضايا الاجتماعية والثقافية.
- تحسين التعليم والصحة: أتاحت العولمة الفرصة لتطبيق أفضل الممارسات الدولية في مجالات الصحة والتعليم ، مما أدى إلي تحسن كبير بهذه المجالات مقارنة بالسابق .
مخاطر فقدان الهوية والتأثيرات السلبية
- تفشي ثقافة الاستهلاك: غالبًا ما تروج وسائل الإعلام الغربية لقيم استهلاكية تؤدي للشعور بعدم الرضا والدونية لدى بعض أفراد المجتمع الذي يتبع تلك المثل الأعلى المادية دون تحقق حقيقي للتطور الروحي والعاطفي.
- تشويه المفاهيم الإسلامية الأصلية: تعرضت العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة لهجمات فكرية فكريّة بهدف تقويض مفاهيم الدين الإسلامي الأساسية مثل العدالة الاجتماعية والحريات الفردية وغيرهما . وقد يشكل ذلك تهديدا مباشرا للهوية الدينية والثقافية لهذه الشعوب.
- اندثار اللغات والثقافات المحلية: يمكن للعولمة ولغة واحدة عالمياً هي اللغة الإنجليزية -أن تلغي أهمّيتها للألسنة الأخرى ممّا يؤثر سلبيّاًعلى تراث الأمم وثرواتها لغوية وفكرية إن لم يكن هناك سياسات داعمه للحفاظ عليها وصيانة وجودها ضمن خطط تعليم رسمية وتوعوية مدروسة جيدا لدعم القيمة التاريخاية والمعرفيه لها أمام الشباب المقبلين الذين سوف يدفعون بها نحو المستقبل العمراني البعيد بإذن الله تعالى.
التوازن بين المحافظة والاستيعاب
إن تحقيق الانتفاع القصوى بنتائج العولمة يستوجب فهم متكامل لإمكاناتهما السلبيه والايجابيه وهو أمر بالغ التعقيد ويتطلب دراسه شامله لكل جوانب الظاهرة حيث يجدر بنا الوقوف عند فن إدارة الاختلاف بحكمة ومتانة نظراً لأننا نعيش عصر ازدهار التواصل العلمي بلغات عديدة ومن مختلف جنسيات البشر وبالتالي فان تشكيل سياسة عامة تتلقف موجتها الصاعدة بقوة وشدة في جميع المجالات السياسية والفكرية والأقتصادية يعد مطلب ضروري لحماية هويتنا كشعوب عريقة ترنو لسماء الكمال الإنساني بعزة وقوة رغم اختلاف آفاق رؤياها ومسارات مساعيها لكنها تحت سقف الوطن الواحد ووحدة العقيدة السامية المنشودة والتي تجمع شتات قلوب المؤمنيين برباط أخوي روحاني يصنع امواج الوصل في بحر الحياة بشموخ وعزم ولائقه .
بالنظر لأهمية المدخل السابق ذكرة فإننا نرجو ان نجد دعم منظومات علميه بحثيه موسميه ترسل رسائل واضحه للقائمين بأمر الدولة بأن هناك قضيه اساسية وهي الدفاع عن تاريخ شعب مستهدف بانفلات فعالية اعلام مضاد لاتستطيع مقاومته اقل البلدان تقدم إذ لم يتم توظيف المال العام لصالح بناء القدرات المعرفيه لدي المواطن العماني أو