يعد الكتاب "فن الشعر"، المعروف أيضاً باسم 'Poétique' باللغة اليونانية القديمة، أحد أهم الأعمال في تاريخ النقد الأدبي الغربي. كتبها الفيلسوف وعالم الطبيعة الشهير أرسطو، ويهدف هذا المؤلف إلى تقديم نظرة فلسفية عميقة حول طبيعة الشعر وأهدافه وأساليب إنجازه. يعتبر الكتاب أساساً لنظريات القراءة والتقييم للنصوص الأدبية حتى يومنا هذا.
في هذا العمل، يناقش أرسطو المفاهيم الرئيسية للشعر مثل التقليد والاستنساخ والحقيقة الأخلاقية. يؤكد على الدور التعليمي للأعمال الشعرية، مشيرا إلى أنها ليست مجرد مصدر للترفيه وإنما وسيلة قوية لتوجيه المشاعر والمواقف الإنسانية. يقارن بين أنواع مختلفة من القصائد ويحدد خصائص كل منها بناءً على محتواها وموضوعاتها وتقنيات سردها.
أرسطو يركز بشكل خاص على الدراما، التي وصفها بأنها أعلى أشكال الفن الشعري. يشرح مكونات المسرحية الثلاث: الحركة الارتجالية (العرض)، والأفعال والكلام. كما يقدم تحليل متعمقا للخصائص النفسية والشخصيات المختلفة التي يمكن العثور عليها ضمن الشخصيات المسرحية. بالإضافة إلى ذلك، يناقش الشروط الجمالية والأخلاقية المثلى للمأساة والكوميديا.
على الرغم من مرور أكثر من ألفي عام منذ كتابة هذه الرسالة الأصلية لأرسطو، فإن الأفكار الموجودة داخل صفحاتها لا تزال ذات صلة بممارساتنا الثقافية الحديثة وفهمنا للعلاقة بين اللغة والإبداع البشري والعقل البشري نفسه. إن التأثير المتواصل للفكر الأرسطي يعكس ثراء وجاذبية رؤيته للحياة الروحية والمعرفة البشرية.