تعد "إيزيس"، واحدة من أهم المسرحيات التي تعيد الحياة للأساطير المصرية القديمة. كتبها الكاتب والمؤلف المصري الراحل نجيب سرور، وتُعتبر هذه المسرحية تحفة أدبية تستعرض حياة الإلهة إيزيس ومغامراتها الخالدة. تدور أحداث القصة حول محاولات الملكة العظيمة لاستعادة زوجها وأخوها أوزوريس بعد مقتله الظالم على يد شقيقه ست. تتعمق المسرحية في العمق التاريخي والثقافي لمصر الفرعونية، مستندة إلى الروايات الأسطورية للأجيال السابقة.
إن شخصية إيزيس، كرمز للحب والقوة والحكمة، هي محور التركيز الرئيسي للمسرحية. تُظهر الأحداث الصراعات الداخلية والخارجية التي واجهتها خلال رحلتها الطويلة نحو إنقاذ مملكة مصر وتحقيق العدالة لأوزوريس. تنقل الجمهور إلى عالم مليء بالحكايات الغنية والمعارك البطولية والصراعات الإنسانية العميقة. كما أنها تصور دور المرأة القائد في مجتمع ما قبل الإسلام، مما يجعلها نقطة جذب حاسمة لكل المهتمين بالتاريخ والفلسفة والدراما الحديثة.
تستغل المسرحية اللغة الشعرية والعبارات البلاغية لوصف المشاهد الحيوية، مثل غرق أوزوريس وحرب الآلهة ضد ست وحتى ولادة الطفل هوروس المنتظر. كل مشهد يتم صياغته بدقة ليقدم صورة واضحة للعادات والعقيدة الدينية للفراعنة القدماء، سواء كانت مراسم التنصيب الجنائزية المعقدة أو معتقداتهم المتعلقة بالنظام الاجتماعي والديني.
في النهاية، تقدم مسرحية "إيزيس" تجربة درامية مذهلة تجمع بين روعة الماضي وهيبة الثقافة المصرية القديمة مع نظرة حديثة إلى قضايا الحب والأبوة والأمان السياسي - وهو الأمر الذي يجعل منها عمل فني متعدد الطبقات يمكن تقديره بمختلف البيئات الاجتماعية والثقافية.
