تعد "وطن"، القصيدة التي كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش عام 1977، واحدة من الأعمال الأدبية البارزة والتي تعكس بدقة المشاعر الوطنية والشوق لمنزل غادر. تتألف هذه القطعة الشعرية الصادرة عن ديوانه الشهير "عاشق من فلسطين"، من خمس مقاطع شعرية مترابطة تسرد رحلة داخل الذات بحثاً عن الفهم والحنين إلى مكان الأمومة والأمان.

في المقاطع الأولى والثانية والثالثة، يستخدم درويش الصور البيانية القوية لإظهار مدى ارتباط الشخصيات بالوطن وبين الأحلام وطموحات الشباب مع الحنين للماضي. كما أنه يصور الصراع الدائم بين الحرية والقيد عبر استخدام التشبيهات والتوازي الجميل الذي يؤكد قوة الروابط التي تربط الوطن بالأبناء.

وفي الجزء الرابع والخامس، يناقش دور الماء كرمز للحياة والبقاء وكيف يمكن أن يشكل هذا الرابط الوثيق بين الطبيعة والعلاقات الإنسانية. هنا، يعبر الشاعر بشكل مؤثر ولكن مؤلم عن الألم الناجم عن فقدان الأرض والمعاناة المستمرة للأمة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ القرن الماضي.

إن عمق اللغة واستخدام اللغة العربية الفصحى يساهمان بلا شك في التأثير العاطفي لهذه القصائد. تشابك الأفكار والموضوعات المتكررة مثل الأمل والصراعات السياسية وانتظار الفرصة الثانية للعيش بحرية - كل ذلك يعزز الموضوع العام وهو محاولة فهم الهوية الشخصية ضمن سياق أكبر بكثير وهو كون المرء مواطنًا وفلسطينيًا ومحبًا لوطنه العزيز.

بشكل عام، تعتبر قصيدة "وطن" دراسة مهمة للمشاعر البشرية غير المعلنة وتذكير حي بجذور النضال الوطني للشعب الفلسطيني ضد الظلم التاريخي والاستعماري الغربي المعاصر.