- صاحب المنشور: حمدان الأنصاري
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، باتت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث أصبح بإمكاننا حمل العالم بأكمله داخل جيوبنا عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. هذه الثورة التقنية التي غطت كل جوانب الحياة، أدّت إلى تحويل الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض وكيف نتعامل مع المعلومات. لكن هل لهذه التغيرات آثار جانبية على صحتنا العقلية؟
لقد حققت المجتمعات تقدماً كبيراً في مجال الاتصال والفهم المتبادل بسبب الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. يمكن للأشخاص الآن الوصول بسهولة إلى مجموعة متنوعة من الثقافات والمعارف والمعرفة مما يشكل عالم أكثر ترابطًا وتعاونًا. ولكن، قد يولد هذا أيضًا مشاعر الوحدة والعزلة لدى الكثيرين الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات بعيدًا عن الواقع والتواصل الجسدي.
تأثيرات وسائل الإعلام الاجتماعية
تشكل مواقع التواصل الاجتماعي تحديًا خاصًا عندما يتعلق الأمر بصحة الناس النفسية. فمن ناحية، توفر هذه المنصات فرص للتعبير عن الذات وبناء مجتمعات افتراضية وقد تساعد الأشخاص المصابين باكتئاب أو قلق في الشعور بأنهم ليسوا وحدانيين وأن هناك آخرين يعانون مثلهم. ومن جهة أخرى، تثير المنافسة البصرية والرغبة في تحقيق الكمال كما يُعرض عادةٌ على صفحات الانستجرام والفايسبوك الضغط النفسي لبعض المستخدمين خاصة الشباب منهم.
بالإضافة لذلك، فإن الوقت الزائد الذي يتم قضائه باستخدام وسائل الاعلام الاجتماعية يؤثر بشكل سلبي على النوم والإنتاجية وأحيانًا حتى العلاقات الشخصية الحقيقية. دراسة نشرتها مجلة "جامعة كاليفورنيا" عام ٢٠١٧ وجدت رابطا مباشرا بين زيادة استخدام الهاتف المحمول وقلة النوم وجودة حياة سيئة.}
دور الألعاب الإلكترونية
لا تقتصر الآثار الجانبية لتكنولوجيا اليوم على الشبكات الاجتماعية فقط؛ فالعبادات الإلكترونية لها دور هام أيضا فيما يتعلق بالصحة النفسية. بينما توفر ألعاب الفيديو متنفس لهوايات عديدة وتحسن مهارات التعلم والاستراتيجية ، فقد تكون إدمانية للغاية ويمكن أنها تؤدي لمشاكل مثل القلق والمخاوف والسلوك العدواني عند الإفراط فيها.
وفي السياقات التعليمية, تعدّ الأدوات الرقمية فرصة عظيمة للحصول عل المعلومة بسرعة ودقة وذلك باستعمال البرامج التفاعلية والقوائم الصوتية وغيرها من وسائط متعددة الوسائط . إلا أنه ينبغي التنبيه هنا لإمكانيه اهدار وقت الطالب بدون هدف واضح نتيجة التشويش الفكري الناجم عنها والذي يصاحبه نقص تركيز وانخفاض مستوى الانتباه.
إن مفتاح استغلال تكنولوجيتنا الحديثة بطرق صحية يكمن في توازن الاستخدام والحفاظ علي حدود واضحه بين واقعنا وفضاءات الإنترنت المفتوحة أمامنا دائما. ويجب تشجيع الأطفال والشباب منذ الصغر حول كيفية إدارة تصفح الانترنت واستخدامه بحكمة واحترافية حتي يستطيعو بناء علاقات اجتماعية صحية وتعزيز جودة نوم أفضل وإدارة أفضل للإجهاد الناجمة عن فترة الدراسة وعمل المنزل.
