في ساحة الأدب العربي المعاصر، برزت حركة أدبية حديثة تحمل اسم "الواقعية الجديدة". هذه الحركة التي ظهرت كرد فعل ضد الأنماط التقليدية للرواية والفنون الأخرى، تسعى لتقديم صورة أكثر عمقاً وشمولية للمجتمع والثقافة العربية. تتميز الروايات المنتمية إلى هذا النوع بتحليلها العميق للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للشخصيات.
مدرسة الواقعية الجديدة ليست مجرد سرد لأحداث الحياة اليومية كما هي، ولكنها تحاول تصوير العالم بموضوعية عالية مع التركيز على الجوانب النفسية والعاطفية للإنسان. يلتزم كتاب هذه المدرسة بدراسة الفوارق الطبقية والتحديات الاقتصادية والإشكالات السياسية التي تواجه المجتمعات العربية. يسعى الكتاب أيضًا لاستكشاف العلاقات الإنسانية المعقدة وتأثير التاريخ والثقافة عليها.
من بين المواضيع الشائعة في أعمال الواقعيين الجدد نجد القضايا المتعلقة بالهجرة والهويات المضطربة والحياة الريفية والحضرية بالإضافة إلى الاهتمام البالغ بالقيم الأخلاقية والقضايا الدينية. تتسم الروايات بهذا السياق بأنها غنية بالأوصاف التفصيلية والمفصلة لحياة الشخصيات وبأنها مليئة بالرموز والمراجع الثقافية المستمدة من البيئة المحلية.
على الرغم من وجود العديد من الانتقادات حول مدى واقعية هذه الأعمال -حيث البعض يرى أنها قد تكون مبالغ فيها- إلا أنه لا يمكن إنكار التأثير الكبير لهذه المدرسة على المشهد الأدبي العربي الحديث. إنها دعوة لإعادة النظر في فهمنا للتقاليد والأعراف الاجتماعية العربية مع تقديم منظور جديد ومتعمق للقارئ.
