تعتبر رواية "أوليفر تويست"، التي كتبها تشارلز ديكنز عام 1837، واحدة من أشهر الأعمال الخالدة في الأدب الإنجليزي. تتبع هذه الرواية الصبية اليتيم أوليفر تويست وهو يكافح من أجل البقاء في بيئة قاسية ومليئة بالتحديات خلال العصر الفيكتوري. يتميز أسلوب ديكنز الكتابي بالواقعية الشديدة وعمقه النفسي، مما يجعل القراء يغوصون عميقاً في عوالم شخصياته المتنوعة والدقيقة.
رواية "أوليفر تويست" هي سيرة ذاتية اجتماعية تعكس الحياة اليومية للأطفال المشردين والشباب المهمشين في لندن الفيكتورية. تبدأ الرواية بموت أم أوليفر أثناء ولادته وتؤول إلى رعاية أبويه بالتبني، الزوجان المعروفان باسم السيد والسيدة كورنيل. سرعان ما يدرك أوليفر أنهما يستخدمان الأطفال الفقراء كعمل مجاني لجمع الأموال من الجهات الخيرية. هرباً من هذا الوضع، ينطلق أوليفر في رحلة مليئة بالمخاطر والمغامرات والتي تؤدي به إلى مواجهة العديد من الشخصيات المختلفة مثل آغنتا فلينت وجاك دوكينسون وبنجامين براكر.
من الناحية الأسلوبية، يُعد ديكنز أحد رواد الحركة الواقعية في القرن التاسع عشر. فهو غالبًا ما كان يسعى لتقديم صورة صادقة وشاملة للمجتمع البريطاني آنذاك. وهذا واضح في تركيزه الدقيق على تفاصيل البيئات والأحداث اليومية لشخصياته ومعاناتهم النفسية. كما أن اختياراته للفظ وعباراته المكتوبة بشكل موجز تلقي الضوء على طبيعتهم الإنسانية والقضايا الاجتماعية التي كانوا يعيشون فيها. بالإضافة لذلك، فإن استخدام التشويق والتطور غير المنتظر للأحداث يخلق شعوراً بالإثارة والإلحاح لدى القُراء.
في النهاية، تعد رواية "أوليفر تويست" أكثر بكثير من مجرد قصة مثيرة لإشباع فضول الشباب؛ إنها انعكاس حقيقي لمشاكل العصر الفيكتوري وقوة اللغة كمصدر للتغيير الاجتماعي. لذا، عندما تقرأ هذه الرواية، ستتعرف ليس فقط على حياة أوليفر بل أيضًا على المجتمع البريطاني الغامض والمتغير باستمرار في حقبة العصر الفيكتوري.