تعتبر الرواية "أنا شهيرة"، التي كتبتها الراحلة نجيب محفوظ عام 1952، واحدة من الأعمال الأدبية البارزة والتي تعكس العمق الإنساني والتجارب الحياتية. تتبع القصة شخصية "شهيرة" المصرية الشابة التي تواجه تحديات وصراعات اجتماعية وثقافية أثناء سفرها إلى فرنسا لدراسة الفنون الجميلة.

في قلب هذه الرواية تكمن شخصية شهيرة نفسها، وهي سيدة مستقلة ومثقفة تسعى لتحقيق أحلامها رغم العقبات العديدة. تبدأ رحلتها كفتاة مصرية محافظة لكنها سرعان ما تنفتح على عالم جديد من الثقافات المختلفة والأفكار الغربية خلال فترة وجودها في باريس. هذا التحول الشخصي يأخذ القارئ في مسار متعدد الطبقات حول التعامل مع الهوية الذاتية والثقافة والعلاقات بين الجنسين.

تناولت أيضاً العديد من المواضيع الاجتماعية الهامة مثل دور المرأة في المجتمع, الفوارق الطبقية ومعالجة العلاقات المتشابكة داخل الأسر العربية التقليدية. بالإضافة لذلك، فإن تصوير نجيب محفوظ للمدينة الفرنسية يضيف طبقة أخرى من العمق للأحداث عبر إظهار كيف يمكن للبيئة الخارجية التأثير بشكل عميق على حياة الإنسان الداخلية.

على الرغم من الانتقادات التي وجهتها بعض النقاد بسبب الطابع الأوروبيزي المبالغ فيه لشخصية شهيرة، إلا أنها تبقى عمل أدبي ثري يعرض تأثيرات العصر الحديث والدور المتغير للمرأة في العالم العربي آنذاك وأيضا اليوم. إنها دعوة فكرية لتقييم النفس والمبادرة نحو الحرية الفكرية والتعبير عنها بغض النظر عن البيئة المحيطة.