في سياق الأدب العربي القديم, يبرز اسم الشاعر "طرفة بن العبد"، أحد أشهر شعراء الجاهلية وأحد المعلّقين السبعة الذين تركوا بصمة عميقة في تاريخ الشعر العربي. ولد طرفة حوالي العام 515 ميلادي في منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية الحديثة. اشتهر بغزارته وجمالية تعبيراته التي تجسدت بشكل خاص في قصيدته الشهيرة والمعروفة باسم "المعلقة". هذه القصيدة تعتبر واحدة من أهم الأعمال الأدبية في الأدب العربي الكلاسيكي وتتميز بروعتها الفنية والبلاغية.
تعكس المعلقة عبقرية طرفة الشعري كالشعر الحزين حول رحلة حياته الصعبة والتي ختمتها بوفاته المبكرة بسبب مرض الجدري عندما كان عمره نحو الـ28 عاماً. لقد كانت موته المبكر مصدر إلهام لكتابات لاحقه مثل ابن الرومي وغيره ممن أشادوا بثرائه وجزالة لسانه حتى بعد وفاته.
بالإضافة لذلك, كانت تعاطفه الاجتماعي واضحة أيضاً عبر اشعاره حيث تناول قضايا اجتماعية مختلفة منها الظلم والحزن والفراق والعشاق المحرومين مما زاد من شهرتها وانتشارها بين القبائل المختلفة آنذاك. وبذلك أصبح شعره مرآة عاكسة لتجاربه الشخصية ومحيط مجتمعه مكونا بذلك جزءا أساسيا من التراث الإنساني المشترك للإنسانية جمعاء وليس فقط العرب فقط.