في غمرة النهضة الثقافية التي شهدها العصر الأموي, برزت مكانة خاصة لكتابة "الدواوين"، والتي تعدّ بمثابة مرآة تعكس مدى تقدم وتطور اللغة العربية والأدب في ذلك الوقت. هذه النصوص الشعرية ليست مجرد كلمات مرتبة بل هي وثائق تاريخية وثقافية تسرد حقبات مهمة من التاريخ الإسلامي وبروز الحركات السياسية والاجتماعية.
كانت دواوين الشعراء الأمويين، الذين هم أساسا موظفو الدولة مثل الجاهليون قبل الإسلام ولكنهم استبدلوا بحماسهم الولاء للدولة الإسلامية، أدوات لنشر الأفكار والقيم الجديدة عبر الرسائل البلاغية للغة العربية. كانت هذه الأعمال الشعرية تعتبر وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر الوطنية والفخر بالأمة الجديدة.
من أشهر شعراء هذا العصر حسان بن ثابت الأنصاري الذي كان شاعرا للإمام علي بن أبي طالب ثم عثمان بن عفان ومروان بن الحكم. قصائده، التي حوت العديد منها ضمن ديوانه الخاص، لم تكن فقط ذات قيمة شعرية عالية لكنها أيضًا تحمل أهمية سياسية كبيرة. كما كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي معروفاً بشعر الحكمة والنصح، والذي جمع أيضا في ديوان يحمل اسمه بعد وفاته.
بالإضافة إلى القصيدة الفردية، ساهم نموذج "الجمعيات" - وهو النوع الشائع من كتابة الدواوين في تلك الفترة - بشكل كبير في توسيع نطاق التأثير الثقافي للأدب العربي. يضم كل مجموعة من هذه الجمعيات أعمال أكثر من شاعر واحد، مما يعطي صورة واسعة ومتنوعة للحياة الاجتماعية والأسلوب literary آنذاك.
وفي نهاية المطاف، فإن دراسة كتابات الدواوين في العصر الأموي ليست فقط تقديرا للشعراء وأعمالهم الخالدة؛ إنها أيضًا بحث شامل لتاريخ الأمة الإسلامية الأولى وكيف شكلت ثقافتها وتراثها.