تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب: دراسة حالة

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الشباب اليوم. تتضمن هذه المنصات التفاعل المستمر مع الآخرين ومشاركة المعلومات والصور والفيديوهات. ب

  • صاحب المنشور: لمياء الرايس

    ملخص النقاش:
    أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الشباب اليوم. تتضمن هذه المنصات التفاعل المستمر مع الآخرين ومشاركة المعلومات والصور والفيديوهات. بينما توفر هذه الوسائل فرص للتواصل وتبادل الأفكار والتعبير عن الذات، إلا أنها قد تحمل أيضاً تحديات جمة فيما يتعلق بالصحة النفسية. هذا المقال يستكشف التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية لدى الشباب.

العزلة الاجتماعية والشعور بالنقص

إحدى القضايا الرئيسية التي يمكن أن تظهر بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هي الشعور بالعزلة الاجتماعية. يشعر العديد من الشباب بأنهم محاصرون في دائرة رقميّة حيث يرون حياتَ الناس المثالية عبر الشاشات، مما يؤدي إلى مقارنة غير عادلة بين الواقع الافتراضي والحياة الفعلي. هذا النوع من المقارنات غالباً ما يؤدي للشعور بالإحباط والإجهاد النفسي. بالإضافة لذلك، فإن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يمكن أن يساهم في تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في الأنشطة الحقيقية والمباشرة مثل الاجتماعات الشخصية أو الرياضة أو حتى المطالعة.

الضغط والثقل الرقمي

يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا للضغط أيضًا. الكثير من الأشخاص الذين ينشرون صورًا أو مشاركات مثالية قد يخلقون نوعًا من الثقل الرقمي - توقعات عالية بشأن كيفية ظهور الحياة وكيفية أدائها. بالنسبة للمستخدم الصغير السن ذو الهوية المتشكلة حديثًا، هذا الضغط قد يكون كبير جدًا. الشعور بالحاجة الدائمة لتقديم صورة "مثالية" قد يدفع البعض لاستخدام الأدوات الرقمية بطريقة غير صحية أو حتى خطيرة لتحسين تلك الصورة.

المراقبة المستمرة وأثر ذلك على النوم والصحة العامة

بالإضافة لما سبق، يمكن أن تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا على نوم المستخدمين، خاصة عند استخدامه قبل النوم مباشرة. الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهاتف الذكي والأجهزة الأخرى يعوق إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. كما أنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بالتوتر.

بناء مجتمع أكثر صحة

لتخفيف هذه الآثار السلبية، هناك عدة طرق يمكن اتباعها:

  1. تحديد أوقات الاستخدام: وضع حدود زمنية للاستخدام اليومي لمنصات التواصل الاجتماعي يساعد في الحفاظ على توازن أفضل بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي.
  1. التركيز على الجودة وليس الكم: بدلاً من التركيز على عدد المتابعين أو الإعجابات، حاول تطوير العلاقات ذات المعنى والقيمة.
  1. تشجيع الطرق التقليدية للألعاب الرياضية والأنشطة المجتمعية: تحفيز الشباب لممارسة الرياضة والمشاركة في الأنشطة خارج المنزل تعزز الروابط الاجتماعية الصحية وتوفر خيارات أخرى للإلهاء بعيداً عن الشاشات الإلكترونية.
  1. تثقيف حول إدارة الصحة النفسية: التعليم حول علامات الاكتئاب والقلق وغيرها من المشاكل الصحية النفسية أمر حيوي لمساعدة الشباب على التعرف عندما تحتاج المساعدة الاحترافية.
  1. التحكم بالأدوات: بعض الأدوات داخل المنصات نفسها تقدم خصائص تساعد المستخدمين للتحكم بمحتوى المواد المرئية التي يتم رؤيتها وكذلك كميتها.

هذه الخطوات ليست حلولاً سهلة ولكنها خطوة نحو بيئة رقمية أكثر سلامة وصحة نفسية لأجيالنا الجديدة.


مريم البركاني

1 مدونة المشاركات

التعليقات