تميم البرغوثي، شاعر فلسطيني بارز ولد عام 1946 في قرية كوبر قرب رام الله بالضفة الغربية. يعد تميم رمزاً للأمة الفلسطينية وأحد أهم الشعراء العرب الذين استخدموا الشعر كمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. نشأ وسط عائلة ثرية تعشق الأدب والثقافة مما شكل رؤيته الفنية منذ الصغر.
بدأ مشواره الأدبي مبكراً، وقد صدرت أولى مجموعاته الشعرية "أرض الأجداد" عام 1972 والتي لاقت قبولاً واسع النطاق بسبب لغتها القوية ومحتواها السياسي المؤثر. تُعتبر هذه الأعمال جزءاً أساسياً من الحركة الوطنية الفلسطينية وتُعد مصدر إلهام للشعب الفلسطيني خاصة خلال فترة النضال من أجل الاستقلال.
يتميز شعر تميم البرغوثي بمزجه بين العاطفة القومية والشعر العربي التقليدي والإلهام الغربي الحديث. إنه يقدم صورة عميقة ومتنوعة للحياة اليومية للفلسطينيين تحت الحكم العسكري والقمع المستمر. قصائده مليئة بالحنين للأرض والمكان والوطن، مع تسليط الضوء أيضاً على الروابط الإنسانية العميقة التي تتأصل في الثقافة العربية الإسلامية.
على الرغم من رحيله المبكر في العام 1982 بعد تعرضه للإصابة برصاص قناص إسرائيلي أثناء تغطيته لأحداث بيروت، إلا أنه ترك تراثاً أدبياً غنياً وعميق التأثير يستمر حتى يومنا هذا. كتب عنه العديد من النقاد بأنه أحد رواد مدرسة "الشعر الثوري"، حيث استخدم الكلمة لتكون سلاحاً فعالاً للتغيير الاجتماعي والسياسي.
وبالتالي فإن شخصية وتميم البرغوثي تعد دليلاً حيّاً على قوة الأدب في خلق الوعي الجماهيري والدفاع عن الحقوق المشروعة لشعبه. إن تأثيره مستمر عبر أعمال مثل "رسائل إلى أصدقائي الأمريكيين" و"أيام القدس". يبقى تميم البرغوثي شاهداً خالدًا على روح فلسطين وجوهر مقاومتها.