العلاجات الثلاثية للألم: أدب، ماء، وصمود»

**تفاصيل المناقشة:** تتناول هذه الرسائل مفهوم العلاقة الدقيقة بين الفن والأدب (على وجه الخصوص) والمكونات البيولوجية والنفسية للإنسان. يشرح المشاركون

تتناول هذه الرسائل مفهوم العلاقة الدقيقة بين الفن والأدب (على وجه الخصوص) والمكونات البيولوجية والنفسية للإنسان. يشرح المشاركون كيفية كون الشعراء العرب القدامى مثل أمين نخلة جسورًا تربط بين حالات الضيق النفسي والجوانب الطبية للحفاظ على الصحة العامة.

تقوم المستشارة "مجديولين بن الوزي" بتقديم تصريح هام حيث تقول: "[...] فكما يحتاج الإنسان -جسمانيا وعاطفياً- إلى المياه ليُستمَرَ بهذه الحياة العطاء، كذلك تحتاج النفس إليه من أجل هزيمة تبعات الفراق المُدمَّرة". ثم تستدرك لاحقاً قائلة: "[...] نفس الشيء يحدث عند توافر فرصةٍ لما يسميه البعض بالهدوء الداخلي بعد مواجة موجات حزن شديدة... الأمر برمته عبارة عن عملية تطهير للجروح الداخلية لإعادة بناء الذات وتحسين حالتها روحيّا."

من جانب آخر، تقدم زميلتها "آمْـالْ اليـرضِي"، تأملاتها الخاصة بهذا السياق والتي تتمثل فيما يلي: "[...] تتردد صدى أفكاركم الهامّة لدى متلقينا هنا اليوم! يبدو واضحا مدى ارتباط الشعر بالتجارب الشخصية وما يحملونه جميعهم من رسائل أخلاقية ذات مدلولات عميقة (...)". وفي ختام مشاركاتها الثالثة تقترح نظرية مفادها ضرورة قبول الواقع المرِّ كمصدر إلهام للاستشفاء وليس مجرد رفض له بإمكان الوصول للنفس الإنسانية العليا أثناء فترة العلاج الذاتي الناجم عن التنفيس عن مشاعر المكبوتة داخل النفوس المتضررة من ظروف الحياة المختلفة، وذلك عبر وسائل مختلفة منها الشعر وغيره.

وفي جملتين مختصرتين تلخّص مقولة النهائية للحوار أساس الحكم الراسخ بوحدة الهدف الكامن خلف كل الأعمال الإبداعية المرتبطة بالإحساس بالحياة بكل تفاصيلها الجميلة والكئيبة سوياً. إذ يؤكد الجميع ضمنيًا قدرتهم المشتركة لرؤية الوضوح والعمق في تجارب الآخرين كتعبير صادق بصوت مكتوم يدعونا لسماع أصواتنا داخليا بعيدا عن ضجيجا العالم الخارجي الصاخب بحثا دوما عن السلام الحقيقي والسعادة المنشودة.

إن هذا الحوار الغني والمعمق يكشف لنا الميزة الثقافية العالمية لفكرة الاعتراف بمقاومة شعوب ضد المصائب غير البشرية الطبيعية أو الاجتماعية وإيجاد طرق جديدة لتقبلهم بهدف تحقيق انتصار معنوي أمام أي عقبات مستقبلية محتملة قد تمر بها المجتمعات عبر التاريخ الإنساني المجيد منذ القدم حتى يومنا الحالي المضطرب.

التعليقات