يعد الأدب أحد أهم التعبيرات الثقافية التي تعكس تاريخ البشرية وروحها. تتجلى نشأة الأدب العالمي منذ العصور القديمة مع ظهور أول الكتابات في بلاد النهرين وسوريا وبابل، حيث بدأ الناس يسجلون حياتهم وأحداثهم اليومية باستخدام اللوحات الطينية والأقلام والعلكة.
في اليونان القديمة، شهدت تلك الفترة ازدهار الشعر الدرامي والتراجيدي والإيديلية على يد شعراء كأيسخيلوس وأوريبيوس وإسقولوس وغيرهم ممن تركوا بصمة لا تمحى في مسيرة الأدب الغربي. أما الرومان فقد ساهموا بتقديم القصة القصيرة والنثر التاريخي والشعر العمودي.
مع بداية القرن الثاني قبل الميلاد، ظهر أدب اللغة العربية الفصحى بشكل بارز بعدما قام الشاعر الجاهلي "عمرو بن كلثوم"، بشعره الشهير "الطود". وفي الإسلام، كان القرآن الكريم مصدر إلهام للشعراء العرب الذين أسهموا بإنتاج أشكال جديدة من شعر المدح والفخر والحكمة تحت ظل الدولة الإسلامية.
وخلال القرون الوسطى الأوروبية، شهد الأدب تطورات ملحوظة عندما اكتشف العديد من المؤلفين القدماء مثل هوميروس وفيرجيل ودانتي وغوتيه، مما شجع على ترجمة أعمالهم واستنساخها، وهو ما مهد الطريق لتأسيس الحركات الأدبية الرئيسية مثل النهضة الإيطالية والثورة الفرنسية وما تبعهما لاحقا.
دخول عصر التنوير أتى بثورة فكرية وثقافية عميقة أثرت بدورها على عالم الكلمة المكتوبة؛ حيث برزت حركة رومانسية ركزت على العاطفة الشخصية والطبيعة وحياة الريف البسيطة. ومن ثم جاءت حقبة الواقعيين والسرياليين الذين تناولوا قضايا اجتماعية واقتصادية وصراعات نفسية بطريقة مبتكرة ومختلفة جذريا عما سبقه.
وفي هذا السياق الحديث، امتزجت التجارب الإنسانية المتنوعة بمضامين مختلفة بين الأنواع الأدبية التقليدية كالروايات والشعر والقصة القصيرة والمقالة، إلى جانب توسيع نطاق الفصول الجديدة والتي تشمل الخيال العلمي والدراما المسرحية المعاصرة والكوميديا السوداء وغيرها الكثير. إن رحلة الأدب العالمي هي انعكاس حي للتقدم الاجتماعي والمعرفي المستمر للإنسان طوال العصور المختلفة.