- صاحب المنشور: هادية الراضي
ملخص النقاش:
تُعتبر الثورة الرقمية أحد أكثر القوى تأثيراً على مختلف جوانب الحياة البشرية، ومن بينها التعليم. لقد غير الإنترنت والتقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية والتطبيقات المتعددة الأجهزة الطريقة التي نتلقى بها المعلومات وكيف نقيم العملية التعلمية نفسها. هذا التحول الكبير ليس بدون تحدياته أيضًا؛ فقد أدى إلى ظهور مشاكل جديدة تتعلق بالخصوصية والأمان بالإضافة إلى الفجوة الرقمية المحتملة بين الذين لديهم الوصول إلى هذه التقنيات وأولئك الذين لا يفعلون ذلك. وفي الوقت نفسه، هناك العديد من الفرص والإيجابيات المرتبطة باستخدام التكنولوجيا في التعليم والتي سنستعرض بعض الأمثلة عليها هنا.
الإيجابيات:
- التعليم الشخصي: مع وجود عدد كبير ومتنوع من المنصات الرقمية ومواقع الويب، يمكن للطلاب الآن الحصول على تعليم شخصي أكثر وفقًا لاحتياجاتهم واحتمالات تعلمهم الخاصة بهم. سواء كان الأمر يتعلق بتعزيز مهارات اللغة العربية لدى الأطفال الصغار عبر ألعاب تفاعلية ممتعة أو تقديم دروس متعمقة للمتعلمين الكبار حول المواضيع الأكثر تعقيداً - كل شيء أصبح ممكنًا تقريبًا بالنسبة لأي فرد يرغب في توسيع معرفته بغض النظر عن عمره أو خلفيته الثقافية.
- الوصول العالمي: إن توفر شبكة الإنترنت يعزز فرص الحصول على فرص تعليمية عالية الجودة لكل شرائح المجتمع المختلفة حول العالم، حتى وإن كانوا يعيشون خارج المدن الكبيرة حيث قد تكون المدارس والمؤسسات الأكاديمية محدودة العدد بسبب محدودية الموارد المالية والبشرية اللازمة لتشغيلها وصيانتها بشكل فعال. وهذا يعني أنه بإمكان الأفراد الباحثين عن المعرفة الاستفادة مما لدينا من ثروات فكرية عالمية بلا حدود جغرافية تقريباً!
- التعلم المستمر مدى الحياة: تسمح لنا الأدوات الذكية بالتواصل باستمرار وتحسين المهارات الجديدة بطرق كانت مستبعدة سابقاً تماماً. ويتيح التواصل عبر الوسائط الرقمية للأجيال الشابة فرصة للتدرب العملي الواقعي أثناء تواجدها داخل الصفوف الدراسية وبناء علاقات حرفه مع خبراء مجال دراستهم مباشرة دون الحاجة للسفر لمسافات بعيدة كما حدث سابقاً عندما لم تكن وسائل الاتصال واسعة الانتشار بهذا القدر حالياً.
- تكلفة أقل مقارنة بالطرق التقليدية: تعد تكلفة استخدام التكنولوجيا في التعليم أخفض بكثير بالمقارنة بأسلوب التدريس المعتمد عليه سابقا والذي غالبا ما يشمل استدامة البيئة التعليمية واستقدام معلم ذو خبرة مقابل رواتب مرتفعه وغيرها الكثير... إلخ...حيث ان الاعتماد علي الانترنت كمصدر رئيسي للحصول علي مواد تعليميه متنوعه وفعاله جعل الامور اكثر سهوله واقل كلفه .
التحديات :
1.عدم المساواة الرقمية : يؤدي عدم تغطية الشبكات المحلية بانخفاض سرعات الإنترنت وعدم قدرتها على دعم الخدمات الأساسية والتطبيقات المتداولة حديثا الي ضعف مستوى طلاب مناطق نائية ربما لن يكون بمقدورهم المثابرة لفترة طويلة أمام تلك العقبات الأوليه قبل البدء فعليا في عمليه تلقي العلم والمعرفه ،ومن ثم يحدث ازمة حقيقيه فيما يسمى "بوفاصل رقمي" تضمن فصل كامل لحرم الجامعات القديمة والساحات المفتوحة للمدارس الشعبيه وانحصار دورهن تدريجيا لصالح مراكز الدارسات العليا ذات القدرات والحضور الواضح اونلاين .
2.أمان البيانات الشخصية: يعدّ خصوصيتنا وإحترام بيانات طلابنا أمر حيوي للغاية خلال رحلتنا نحو مجتمع قائم أساسياً علي تبني واتخاذ القرارات بناءآعلي معلومات صادره مباشره منهم وليس مجرد فرض وجهات نظر منتجة منها أصلاً وبالتالي فان اتاحة مساحة خلفيه خاصة لهم كي يتمكنوا اثناء الخطوات الاولي لتكوين هويتهم الجديده بعد انتهاء السن الدراسى الرسمى ضروره