تعد القصيدة "وذات دَلَّ كال بدر صورتِها" لابن معتوق واحداً من الأعمال الشعرية التي تعكس جمال الطبيعة الإنساني والدلالات الرمزية العميقة. هذه الأبيات هي جزء من ديوان ابن معتوق الشعري، وتُظهر مهارته الفائقة في وصف المرأة باستخدام تشابيه طبيعية رائعة.
البيت الأول من القصيدة يقول: "وذات دلِّ كالبدر صورتِهَا". هنا يبدأ الشاعر بتصوير امرأة تمتلك جمالا آسرا يشابه القمر في صفائه ونوره. استخدام كلمة "دل"، والتي تعني الخد، يدل على التركيز على ملامح الوجه الأنثوي الجميلة. رسم التشبيه بين خد المرأة وبريق البدر يعبر عن مدى روعة وجمال هذا الجزء الخاص منها، مما يعزز فكرة الوصف الحسي للمرأة.
يتابع الشاعر قائلاً: "وخُدوها إذا ما قد بسَمتا". عندما تبتسم المرأة، فإن ابتسامتها تتألق مثل النور المتلألئ للقمر عند اكتماله. هذا البيان ليس مجرد توصيف جسدي بسيط؛ بل إنه يوحي بإشعاع داخلي ينعكس بشكل خارجي ويجعل حضورها ملفتاً ومضيئاً كما هو حال أقمار الليل الكاملة.
ثم يستخدم الشاعر رمز الشمس لتوضيح تأثير جاذبية المرأة فقال: "بينا تحكي الغيم عما سَمتا / من ظلمتنا الشموس بعد زوال". إن وجود هذه الشخصية الأنثوية يبدو أنه يخطف انتباه الجميع حتى أشعة الشمس نفسها تبدو وكأنها تختفي خلف غيمة بسبب تأثرها بها. وهذا يدل على عمق التأثير الذي تحدثه تلك المرأة الجذابة وغير عادية.
وفي نهاية القصيدة، يؤكد الشاعر مجدداً على قوة حضور المرأة وقال: "لا تبين لي كل أمرٍ إلا وقد راقبت سحر ذوات الدلائل." هنا، يقترح الشاعر أن فهم العالم والحياة يمكن أن يحدث فقط عندما يتم مراقبة وسحر النساء ذوات القوة والجمال الأخاذ - وهي رسالة مؤثرة حول دور المرأة في الحياة الاجتماعية والثقافية.
إن قصيدة ابن معتوق ليست فقط احتفالاً بالجمال الخارجي للأجمل بين نساء زمانه; إنها أيضاً استكشاف للعمق الروحي والفكري لهذه الشخصيات النسائية والقوى الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهنّ.