تعتبر القصيدة "ويا وطني لقيتك بعد يأس"، إحدى الأعمال الأدبية الفريدة التي تعبر عن المشاعر العميقة والتأملات الحقيقية حول الوطنية والحنين إلى الأرض الأم. هذه القصيدة لشاعر العرب محمود درويش تحمل رسالة واضحة تتخطى حدود اللغة العربية لتصل للقارئ العالمي. إنها دعوة للتفكير العميق في قيمة الوطن والمواطن وأثر الغربة عليهما.
القصيدة تبدأ بتعبير واضح عن اليأس والخيبة ("لقيتك بعد يأس") قبل الوصول إلى الهدف المنشود - الوطن - وهو ما يعكس التجربة الشخصية للشاعر خلال فترة النضال الوطني الفلسطيني. ولكنها سرعان ما تنقلب إلى مشاعر الفرح والفخر بالعودة إلى البراري والأرض الأم. يقول الشاعر "وعادت إليّ الأيام/ كأنني نبت جديد". هذا التشبيه يحكي عن إعادة الولادة والشباب، مما يدل على قوة وطنه واستمرارية الحياة رغم كل الصعوبات.
كما تستخدم القصيدة الصور البيانية بشكل فعال لنقل الحالة النفسية للشاعر أثناء غيابه وبعد عودته. مثل وصف الشمس بأنها كانت "خائفة اليوم" عندما وصل إليها، وكيف أصبح البحر "ساحر الجوف" بمياهه الناطقة عنه، وكل ذلك يشير إلى التأثير العاطفي القوي الذي تركته أرضه الأم عليه.
بالنسبة للأسلوب الشعري المستخدم، فهو يتميز بجودة عالية من الناحية اللغوية والمعنى الدلالي العميق. استخدام Droushih للمقابلة بين الأصوات في نهاية الآيات ("بعد يأس"/ "إلى أسراري"، و"الأيام" مع "نبت"، وغيرها) يخلق إيقاعاً موسيقياً يجذب الانتباه ويعمق المعاني الشعرية. إنه فن شعري حقيقي يُظهر مدى تأثره وتجاربه الشخصية.
في النهاية، يمكن القول إن قصيدة "ويا وطني لقيتك بعد يأس" هي أكثر بكثير من مجرد شعر؛ فهي مرآة تعكس الألم والسعادة، الهجر والعيش مرة أخرى، والقوة المستمدة من الروابط العاطفية مع وطن يشكل جانباً أساسياً من هويتنا البشرية.