ترسم الرواية "بعينيك وعد"، وهي عمل أدبي للفنانة الأدبية تميمة نبيل، لوحة ملونة لحياة أربعة أخوات قلب، جمعتهم براعم الطفولة في ظل ظروف صعبة داخل دار للأيتام، ثم افترقوا ليختبر كل منهم نسيجه الخاص من التجارب الإنسانية والمعاناة والسعادة. تدور أحداث الرواية حول عالم ثلاث نساء شابات خرجن من مرحلة الطفولة، حيث تتداخل قصص حياتهن المؤلمة والملهمة لتظهر مدى مرونة الإنسان وقدرته على الصمود والتغلب.
تتناول الرواية عدة مواضيع اجتماعية حساسة مثل حياة الفتيات في دور الأيتام وكيف يؤثر ذلك على شخصيتهم ونظرتهم للحياة فيما بعد؛ كما تستعرض العقبات والصعوبات التي تواجههن عند دخولهن العالم الخارجي وما تقدمه لهن البيئات المختلفة سواء كانت جيدة أم سيئة. إضافة لذلك، تقدم القراء صورة واقعية لقراراتهن الشخصية وعلاقاتهن الرومانسية الفاشلة الناجحة وتعكس قوة المرأة وتمكينها رغم كل المصاعب.
تسرد الشخصيات الرئيسية في الرواية تجارب مختلفة: ولد غيور ولكنه عطوف اسمه وليد; بشرى التي وجدت زوجاً وابناً وعائلة سعيدة حققته بإرادتها المتينة; كرماء البريئة المهووسة بالحلم؛ هاشم صاحب السلطة المسيطرة بشكل محير ؛ ملك الرقيقة العنيدة المثابرة ; رائفة ذكيتها المنطقية؛ سيف الثائر المعقد متعطش للعاطفة والذي قد يفقد السيطرة أحياناً بسبب غضبه المكبوت؛ ووعد الشرسة والعازبة ولكن طيبة القلب سرّا. تشترك جميع هؤلاء النساء عبر رابط مشترك وهو التعامل مع تأثيرات طفولتهن المضطربة بطرق فريدة خاصة بكل واحدة منهما.
تشمل اقتباسات مثيرة للاهتمام من الكتاب والتي تعكس عمق التجربة الداخلية للشخصيات التالية عبارة تقول:"... كانت تعتقد أنها أمر سهل ولذلك أصرت عليه برغم نظرته الساخرة بالنظر إليها بعيون تحمل الكثير مما هو غير مفهوم. إنها تكره تلك النظرة تمامًا لأن لكل نظرة معنى وأن هذه المعاني تزداد سوءًا." توضح هذه الفقرة جانبًا مظلمًا من طبيعة وعد الخفية خلف علاقتها بشريكها السابق، مؤكدة بذلك غموض الحالة النفسية تجاه الماضي المقيد.
إن رواية "بعينيك وعد" ليست مجرد مجموعة ملفوظات مكتوبة وإنما انعكاس حي لعالمنا اليوم وسعي البشر نحو تحقيق الذات وإيجاد مكانه الخاصة وسط بحر مليء بالتحديات.