الحلاج... الشاعر الزاهد والفيلسوف المعتزلي

ولد الحاج حسين بن منصور الحلاج المعروف باسم "الحلاج"، والذي ينتمي لعائلة فرسية الأصل، وقد نشأ ونشاط في منطقة واسط العراقية قبل انتقاله إلى عدة مدن منه

ولد الحاج حسين بن منصور الحلاج المعروف باسم "الحلاج"، والذي ينتمي لعائلة فرسية الأصل، وقد نشأ ونشاط في منطقة واسط العراقية قبل انتقاله إلى عدة مدن منها البصرة وبغداد وتستر. رغم أصله الفارسي، إلا أنه اعتنق المذهب الزيدي واتجه نحو التصوف المُعتزلي تحت إرشادات شيوخ مثل الجنيد البغدادي وابن عرفة الأنصاري.

اشتهر الحلاج بحياته التقشفية والتعبّد الديني القاسية، حيث لم يكن يأكل سوى قليلاً ويتابع أداء فروض صلاته بصورة مستمرة ولفترات ممتدة. ترك لنا هذا الروحاني الشهير تراثًا غنيًا بلغرام ألفاظ شعرية مختلفة الأنماط والموضوعات، والتي تتسم غالبًا بالتعبيرعن مشاعره الداخلية تجاه تجربته مع الذات الإلهية ومعنى الوحدة الكونية. بعض أبياته الشعرية تحمل توقيع الحلاج تشهد بذلك:

"ما لامني في حبِّك أحدٌ إلّا لأنهم تجهلون عظم مقام محبتِكْ."

"تركتُ الدنيا والدين للأنس بك أنت دينِي ودنِّيَا حياتي".

تحولت حياة الحلاج لاحقا إلى صراع ملحمي حين اشتدت الاتهامات ضد دعوته وممارسته للدين بشكل مختلف وغير تقليدي حسب وجهة نظر السلطات آنذاك. وعلى الرغم مما تم التحقيق به خلال جلسات المحاكمات التي قادتها شخصية بارزة كالفقيه المالكي ابن يوسف المالكي، فإن معظم النصوص التاريخية تؤكد صدور حكم بالإعدام بحق الحلاج بداعي "الكفر والردّة". نفذت عقوبة قطع اليدين والساقين وشواء الجسد حتى الموت بتاريخ الثالث والعشرين من يوليو سنة تسعة وثلاثمائة هجري الموافق للعاشر عشر نوفمبر العام ثمانية مئة وستة عشرة ميلادية قرب بوابة الرشيد ببغداد.

وفي لحظة التنفيذ الأخيرة، قال للحشد الجماهيري أنه سوف يعود إليهم بعد فترة قصيرة للغاية قدرها ثلاثة أيام فقط. تُروى قصة مشابهة لإعادة ظهور روحانية ضوء روحه المفدى عبر مرآة أحد الأشخاص أثناء تلك الفترة القصيرة المفترضة للإرهاق الجسماني والجرح النفسي الناجم عن وفاة الجسم الغالي أمام الجموع البشرية الهائلة المشاهدة لما حدث هناك منذ سنوات طويلة مضت!

التعليقات