بُشَارُ بْنُ بَرْدٍ.. شاعِرُ الْهَجَاء الغضّ والآلام الإنسانية

التعليقات · 1 مشاهدات

يعد الشاعر العربي الكبير بشار بن برد أحد أبرز الشعراء الذين برعوا في فنون الشعر المختلفة، ومنها شعر الهجاء. وقد اشتهرت قصائده القاسية التي تعبر عن آلا

يعد الشاعر العربي الكبير بشار بن برد أحد أبرز الشعراء الذين برعوا في فنون الشعر المختلفة، ومنها شعر الهجاء. وقد اشتهرت قصائده القاسية التي تعبر عن آلامه الشخصية وتعكس سعة معجمه الشعري ورقة لسانه. ولد بشار بن برد حوالي العام 769 ميلادي في مدينة الرقة بسوريا وترعرع وسط عائلة متوسطة الحال، فعاش طفولة قاسية أثرت بشكل كبير على شخصيته وشكلت موهبته الأدبية.

كان لشخصية بشار الصعبة وتجاربه المؤلمة دورٌ مهمٌ في تشكيل شعره العاطفي والشديد اللهجة، والذي انصب غالبًا حول الموضوعات المتعلقة بالحب والخيانة والحنين للأوطان المفقودة والمصائب الاجتماعية. وكانت لهجائه حدة خاصة تميز بها بين أقرانه، مما جعله محل تقدير وإعجاب العديد من النقاد والمستمعين.

إحدى القصائد الشهيرة لبشار والتي تعكس مهارته في هجاء الآخرين هي "شعر في مدح الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك"، حيث يصف فيها بشاعة خصمه ويسبقه بعدما تخلى عنه وقت المحنة:

"أَبَدَّلْتَنِي مِنْ تُرْكِي وَخَيْلِي

وَهَمِّي وَقَلْبي مُؤْمَنًا مِنْ خِلّي"

كما كتب أيضًا قصيدة أخرى موجزة لكن مؤثرة جدًا تصف حالته النفسية وحسرته تجاه فقد الأمل والثقة في ظل ظروف سيئة يعيشها الناس عمومًا وهو منهم تحديدًا؛ وهي بداية قصيدته التالية:

"لا طَمَعاً تلقاه ولا دواءً نافعا... وجرحٌ قد عاث فيه الدهر فلا يدع".

هذه بعض الأمثلة البسيطة لحس شديد الوصف لدى هذا الرجل العظيم الذي جسد روح الإنسان المعذب ومأساته عبر كتاباته الفذة حتى النهاية!

التعليقات