شعر الحقيقة والبراءة: أبيات تحذر من شرور الكذب

الكذب مرض خطير ينخر الأخلاق الإنسانية ويقوض الثقة بين الناس؛ وهو جريمة يعاقب عليها الدين والعرف الاجتماعي. إليكم بعض الأبيات الشعرية التي ترسم صورة وا

الكذب مرض خطير ينخر الأخلاق الإنسانية ويقوض الثقة بين الناس؛ وهو جريمة يعاقب عليها الدين والعرف الاجتماعي. إليكم بعض الأبيات الشعرية التي ترسم صورة واضحة لأبعاد الخطيئة وكشف عواقبها الوخيمة:

في بحر الشعراء القدامى، نجد أحمد شوقي يصف الكاذب بأنه "حاطِمُ العِزّ"، محطّمَ مجده وشرفه بسبب كذبه. أما الشاعر إبراهيم طوقان، فيدعو إلى الصدق باعتباره مفتاحًا للنماء والسعادة، قائلاً: "صادقا كنْ والحقَّ فاصدقه". وفي موعظة قاسية، يحذر ابن الرومي من مصير الكاذبين الذين سيلاقيون الخزي والفناء بدل النصر والنجاح. يقول: "إذا رمت نيل ما يثبت فهو الصدق وإنما الظفر للصدق".

الصدق ليس مجرد مبدأ أخلاقي فقط، بل هو أساس الاستقرار المجتمعي والحفاظ على السلام الداخلي للأفراد. كما يشير حافظ إبراهيم عندما يقارن بين الصادق والكذاب، موضحًا كيف يفقد الثاني احترام الآخرين وثرائهم النفسي بينما يتمتع الأول بتأييد الجميع واحترام المجتمع له.

الأطفال أيضًا يستشعرون تأثير الكذب بشكل خاص، فهم أكثر عرضة لتقبل الحقائق ورفض أكاذيب الكبار. لذلك، يجب تعليمهم مبكرًا أهمية الصدق وتحملهم المسؤولية عند التصريح بكلمة غير صادقة. توضح هذه الفكرة بيت شعري جميل للشاعر المصري عبد الرحمن بن حسن الجزائري: "علِّمه الصِّدقَ يا أبَاهُ كيما تُربيه/ ويكبر وسط قلوب البشر مُستَمَدَّا."

إن القوة الحقيقية تكمن في البساطة والأصالة وليس في خداع الذات أو الغير. لذلك دعونا نلتزم بالهدي الرباني ونجعله دليلاً لنا نحو حياة خالية من الدجل والمكر، حسب قول القرآن الكريم: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ" (البقرة 279). فالصدق سلاح ذو حدين، يغرس الحب والثقة بين الناس ويعزز الهيبة الشخصية مقابل الانكسار والخواء عند ابتعدناه عنه.


رحاب الحدادي

7 Blog posting

Komentar