تعد رواية "أنت لي"، وهي إحدى أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ، واحدة من أهم الروايات العربية التي تستكشف تعقيدات المشاعر البشرية وأبعادها المختلفة. كتبت هذه الرواية عام 1956 وتعتبر جزءاً مهماً من إرث محفوظ الأدبي الغني. تتبع القصة حياة الدكتور أحمد عبد الجواد وزوجته كاميليا، وكيف تؤثر العلاقة العاطفية مع سيدة أخرى تدعى حنفيّة على زواجهم وثباتهما النفسي والجسدي.

تنطلق أحداث الرواية عندما يعرض الدكتور أحمد مساعدة صديقه المقرب محمود في البحث عن زوجة له؛ هنا يلتقي لأول مرة بحنفيّة، فتبدأ قصة حب غير متوقعة ومشتعلة تنمو بسرية داخل عقل كل منهما. رغم أنهما يعرفان بعضهما البعض منذ الطفولة وكان هناك جاذبية دائماً، إلا أنها لم تُظهر نفسها بشكل حقيقي حتى ذلك الوقت. تبدأ الرسائل السرية والأحاديث الهاتفية في زيادة توتر الوضع أكثر فأكثر بينما يحاول كل منهما الحفاظ على أسرارهما الخاصة بعيداً عن الآخرين.

على الجانب الآخر، تواجه كاميليا تغيرات كبيرة في حياتها الزوجية بسبب غياب زوجها المستمر وانشغاله الدائم بمراجعة كتب ونشر مقالات علمية، مما يؤدي إلى شعورها بالوحدة والإحباط. ومع تقدّم القصة نرى كيف يتم اختبار صداقة الدكتور أحمد وحسن نيّاته تجاه الناس الذين يهتم بهم حول مشاعره الداخلية المتغيرة نحو حنفيّة.

تُسلّط ضوءً قوياً أيضاً على تأثير المجتمع والدين في الحياة الشخصية للأشخاص، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات المحرمة اجتماعياً. يدخل الدين كعامل رئيسي في تشكيل قرارات الشخصيات الرئيسية ومدى تأثيراتها عليهم وعلى خياراتهم الأخلاقية والفكرية.

بشكل عام، تقدم رواية "أنت لي" نظرة ثاقبة لعالم العلاقات الإنسانية المعقد وحالات الاضطراب النفسية الذي قد يحدث نتيجة لذلك. إن تصوير محفوظ للشخصيات والمعارك الداخلية التي يخوضونها يجعل هذه الرواية تحفة أدبية تستحق الدراسة والتأمّل فيها مراراً وتكراراً.