شعراء البرامكة: نموذج أدبي فريد في عصر الدولة العباسية الأولى

التعليقات · 1 مشاهدات

في ظل حكم بني العباس وعهد الرخاء الأدبي والثقافي خلال القرن الثاني الهجري، برزت أسرة "البرامكة" كداعم رئيسي للشعر والأدب العربي. هذه الأسرة السياسية ا

في ظل حكم بني العباس وعهد الرخاء الأدبي والثقافي خلال القرن الثاني الهجري، برزت أسرة "البرامكة" كداعم رئيسي للشعر والأدب العربي. هذه الأسرة السياسية القوية التي تنتمي إلى إيران، والتي حظيت بثقة الخلفاء العباسيين الأوائل، ساهمت بشكل كبير في تشكيل المشهد الأدبي والفكري للعصر العباسي الأول. إن دراسة شعراء البرامكة تكشف لنا جانب مهم من تاريخ الثقافة العربية الكلاسيكية وما تميزوا به من سمات شعرية فريدة.

كان للبرامكة دور بارز في دعم الشعر وتشجيع الشعراء وكتابتهم لأعمال مميزة تركت بصمة واضحة في الأدب العربي. فقد قاموا بدعم العديد من الشعراء الذين أصبحوا فيما بعد من أعلام الأدب العربي مثل أبو نواس وجرير وأبو تمام وغيرهم الكثير ممن كتبوا قصائد متأثرة بتجاربهم الشخصية وظروف عصورهم. وقد تجسد ذلك عبر القصائد التي تناولت مواضيع متنوعة بين المدح والحكمة والحنين والحروب والتعبير عن مشاعر عاشق غريق وحكايات أخرى كثيرة تعكس الحياة الاجتماعية والنفسية للمجتمع آنذاك. كما ساهموا أيضًا في خلق مدرسة شعرية جديدة تتمثل أساسا في استخدام التشبيه والرمز والاستعارة بطرق مبتكرة ومبتكرة مما جعل أسلوبهم الفني الخاص يجذب الانتباه ويجعل منه زادا ثريا لكل محبي القراءة والشعراء اللاحقين.

ومن أبرز شعرائها الجدير بالذكر هو أبو دلف البجلي، وهو شاعر عباسي مبدع ارتبط اسمه ارتباط وثيق بحياة البرامكة وكان مقرباً منهم خصوصا يحيى بن خالد بن برمك أحد أهم رجال دولة هارون الرشيد وزوجته الخراز بنت محمد المعروفة بمؤازرتها له وللمتفكرين كالعارف والمفسر أبي إسحق الواحدي صاحب كتاب الاعتقاد الصحيح. وقد اشتهر هذا الشاعر بشاعريته الرائعة وقدرته الفائقة علي وصف الطبيعة ورسم لحظات رومانسية معبرة ومن هنا جاءت تسميته بابو دلف لأنه كان يهيم عشقا بامرأة تدعى دلْفَة كانت سبب إلهاماته الغزلية الشهيرة جدًا حتى أنه بكى عند رحيل محبوبته ودفن فيها الأشعار التي تغنى بها بإخلاص وبلاغتها البيانية المتفردة والمعبرة . بالإضافة لذلك هناك أيضا الشاعر الجاحظ الذي رغم عدم انتمائه الرسمي لأسرة البرمكي الا انه تربطه بهم صداقة طويلة واستمد بعض أفكار ونظره الفلسفية والسياسية منهم خاصة اثناء فترة خدمته لديهم بالقاهرة ثم بغداد لاحقا. اشتهر بمقالاته الادبية وفلسفته النقدية وانتاجاته الأدبية الأخرى ذات الطابع الاجتماعي اللاذع والجرأة الفكرية العميقة والتي أثارت جدالا حول رؤيتها للأحداث التاريخية وانعكاساتها الاجتماعية وسط المجتمع العباسي آنذاك. وهناك العديد من الشخصيات الأخرى التي لعبت دورا بارزا فى إثراء الحركة الثقافية والعقلانية تلك الفترة الزمنية الهامة لتاريخ الإسلام والعروبة عموما وتمثيلها الأنسب للتراث الفكري العربى القديم بكل ما يحمله من مفردات ومعاني وغنى بالأدب والإنسان الجمعى جمعاء بلا حدود لمنطق الوطن الواسع الواسع شرقا وغربه شمال جنوبه ايضا! إنها قصة امجاد اخلاقيه واحداث عظيمة تستحق الوقوف أمام مجدها وإنجازاتها البطولية المجيدة لتلك الحقبة العصيبة والسحرية لنشر حضارة أبناء العم سام القرآن الكريم المضيئة وسط ظلام الصحارى والجبال الوهادية الناطقة بالحكمة والعزة الوطنية قديماً وحديثاً مهما طال الزمن او قصر..

التعليقات